اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 48
حقيق بالخلافة ، ولو
صحت لادعاها يوم السقيفة لنفسه لكنها لم تكن آنذاك بل وُجدت أيام الطاغية معاوية
لمّا صار الحديث متبحرا.
ثم حديث الجماعة جاء عن ابنته عائشة فقط
، ولا تنسى لما سمع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
تكبيرة الصلاة قال : من يؤم الجماعة؟ فقالوا : أبو بكر. قال : احملوني ، فحملوه
بأبي وأمي مُعصبا مدثّرا يتهادى بين رجلين على عليهالسلام
والفضل حتى دخل المسجد ، فعزل أبا بكر وأمّ الجماعة بنفسه ، ولم يدعْ أبا بكر يكمل
الصلاة ، فلو كانت صلاة أبي بكر بإذن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
أو برضاه فلماذا خرج بنفسه صلىاللهعليهوآلهوسلم
وهو مريض وأمّ القوم؟ [١]
والعجب كلّ العجب من إخواننا أنهم
يقيمون الحجة بهذه الأشيأ التي لا تنهض بالدليل ، ويتناسون ما ورد في على عليهالسلام من الأدلة التي لا يمكن عدها ، كحديث
يوم الإنذار إذ جمع رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم
عشيرته الأقربين بأمر من اللّه : (وَأَنذِرْ
عَشِيرَتَكَ الاَْقْرَبِينَ)[٢]
، فجمعهم الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم
وكانوا آنذاك أربعين رجلاً يزيدون رجلاً أو ينقصون ، ووضع لهم طعاما يكفي الواحد
منهم فأكلوا جميعهم حتى شبعوا وبعد أن فرغوا. قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا بني هاشم من منكم يؤازرني على
أمري هذا فلم يجبه أحد. فقال علي عليهالسلام
: أنا يا رسول اللّه اؤازرك ، قالها ثلاثا ، وفي كلّ مرة يجيب علىُّ أنا يا رسول
اللّه ، فأخذ برقبته وقال : أنت وصيي وخليفتي من بعدي فاسمعوا له وأطيعوا [٣].
[١] راجع : الفصول
المختارة ، الشيخ المفيد : ١٢٦ ـ ١٢٨ ، الإرشاد ، الشيخ المفيد : ١/١٨٣ ، الصراط
المستقيم ، الشيخ علي بن يونس العاملي : ٣/١٣٣ ـ ١٣٤ ، السقيفة ، الشيخ محمّد رضا
المظفر : ٥٤ ـ ٥٩.