responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن    الجزء : 1  صفحة : 465

رجس ودنس ، أو بمعنى آخر عصمهم من الخطأ.

وبمعرفة المعصومين نكون قد عرفنا من هم أئمتنا ، وولاة أمورنا في تلك الآية ، فتكون الطاعة واجبة على كل مسلم لله تعالى وللرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولأهل البيت عليهم‌السلام ، وبذلك رسم لنا القرآن طريقنا من بعد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهو موالاة أهل البيت عليهم‌السلام ومودّتهم كما أمر الله بقوله : ( قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) [١] ، ومن هنا جاءت الأحاديث متواترة عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم توجب اتّباع أهل البيت عليهم‌السلام ، كقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنّي تارك فيكم ما إن تمسَّكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبداً ، كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض ، وعترتي أهل بيتي ، إنّ العليم الخبير أنبأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض .. [٢] فحصر هذا الحديث مسار الأمَّة من بعد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهو في اتّباع الكتاب والعترة ، فعندما رأى الشيعة هذه النصوص تشيَّعوا لأهل البيت عليهم‌السلام وتابعوهم ، فالتشيُّع يعني اتّباع أهل البيت عليهم‌السلام.

ولا تتصوَّري أن الفكر الشيعي وليد ذهنيّة ابتكرت فكرة الإمامة في ظروف تأريخيّة معيَّنة ، وإنّما هو امتداد طبيعيٌّ لحركة الرسالة الإسلاميَّة ، وقد كان الصحابة الذين يوالون الإمام عليّاً عليه‌السلام ـ أمثال : أبي ذر وسلمان والمقداد رضي الله تعالى عنهم ـ يسمُّونهم بشيعة عليٍّ عليه‌السلام ، كما أكَّد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هذا المفهوم ، وجذّر هذا المصطلح في عقليَّة الأمَّة الإسلاميَّة بمجموعة أحاديث بشّر


[١] سورة الشورى ، الآية : ٢٣.

[٢] الطبقات الكبرى ، ابن سعد : ٢/١٩٤ ، كتاب السنة ، عمرو بن أبي عاصم : ٦٢٩ ـ ٦٣٠ ، السنن الكبرى ، النسائي : ٥/٤٥ ح ٨١٤٨ ، المستدرك ، الحاكم : ٣/١٠٩ ، وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، وقد تقدَّم المزيد من تخريجات هذا الحديث الشريف.

اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن    الجزء : 1  صفحة : 465
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست