وبعدما بلَّغ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ولاية علي عليهالسلام التي لو لاها لم يكتمل الدين ، كما هو
واضح من منطوق الآية : (وَإِن لَّمْ
تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ) أمَّا
مفهومها ( إذا بلغت أكملت الرساله ) ومن هنا نزل قوله تعالى : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ
عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً)[٢] فإكمال الدين وإتمام النعمة بولاية
عليٍّ عليهالسلام[٣].
الآية الثالثة : (أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ
الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ)[٤].
هذه الآية تلخِّص ما أوضحناه بأن استمراريّة
الرسالة منوطة بطاعة الله ورسوله وطاعة أولي الأمر من بعد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ونجد هنا أن مفهوم الولاية وكأنه
ثابت في فطرة الإنسان ، ولذلك تتَّكي الآية عليه لإثبات حكم آخر ، وهو الملاك
والمناط الذي من خلاله نتعرَّف على وليِّ الأمر ، وهو العصمة.
[١] راجع : الغدير ، الأميني : ١/٢١٤ ـ ٢١٥ ، روضة الواعظين ،
الفتال النيسابوري : ٩٢ ـ ٩٣.
[٢] سورة المائدة ،
الآية : ٣ ، وقد صرَّح بنزول هذه الآية في علي عليهالسلام
كثيرٌ من المحدِّثين ، وذكر منهم الأميني في كتابه الغدير : ١/٢٣٠ ـ ٢٣٧ ستة عشر
مصدراً ، فراجع.
[٣] روى ابن عساكر ،
عن شهر بن حوشب ، عن أبي هريرة قال : لمَّا أخذ رسول الله 6 بيد علي بن أبي طالب فقال : ألست وليَّ
المؤمنين؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : فأخذ بيد علي بن أبي طالب ، فقال : من
كنت مولاه فعلي مولاه ، فقال له عمر بن الخطاب : بخ بخ لك يا ابن أبي طالب ، أصبحت
مولاي ومولى كل مسلم ، قال : فأنزل الله عزَّوجلَّ : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) قال أبو
هريرة : وهو يوم غدير خم ، من صام ثماني عشرة من ذي الحجّة كتب الله له صيام ستين
شهراً ـ تاريخ مدينة دمشق ، ابن عساكر : ٤٢/٢٣٣.