اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 389
أني قد حفظت منها لو
كان لابن آدم واديان من مال لابتغى وادياً ثالثاً ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلاّ
التراب ، وكنا نقرأ سورة كنا نشبهها بإحدى المسبحات فأنسيتها ، غير أني حفظت منها
: ( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها
يوم القيامة ) [١].
وفي أثناء ذكري لهذه الروايات ، لاحظت
أن الشيخ حملق عينيه وفتح فاه وظهرت الحيرة والدهشة على وجهه ، فما أن توقفت عن
الكلام حتى أخذ يقول : أنا لم أسمع بذلك وأنا لم ارَ ذلك ، وأطالبك أن تحضر هذه
المصادر أمامي.
قلت : قبل قليل كنت تتهجم على الشيعة
وتتهمهم بالتحريف ، فلماذا لم تحضر كتبهم التي لم ترها في حياتك كلها ، فأنت ملزم
بإحضار مصادرك وهذه مكتبتك ، فيها البخاري ومسلم وكتب الحديث ، أحضرها حتى اُخرجَ
لك هذه الروايات منها ، وعندما لم يجد مخرجاً قفز إلى موضوع آخر ، وهو أن الشيعة
تقول بالتقية فكيف نصدق كلامهم؟!
وهرج ومرج ، حتى قام أحدهم وأذن لصلاة
العشاء ، وبعد الصلاة تواعدنا أن نكمل المناظرة في الأيام القادمة ، على أن نختار
في كل يوم موضوعاً نتناظر حوله ... ولما جاء الغد كنتُ جالساً أمام منزلنا في
الصباح فمر الشيخ وسلّم عليَّ بكل احترام وقال : إن هذه المباحث لا يفهمها العامة
، فمن الأفضل أن نتحاور ونتناظر أنا وأنت على انفراد.
قلت : أوافق ، لكن بشرط أن تترك التهجم
على الشيعة ، وفيما بعد لم نسمع له تهجماً على الشيعة .. [٢]
[١] صحيح مسلم : ج ٢ ص ٧٢٦ ح ١١٩ ( ك الزكاة ب ٣٩ ).
[٢] الحقيقة الضائعة
للشيخ معتصم السوداني : ص ٢٦ ـ ٢٩.
اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 389