اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 380
هذه الفرصة ، بقراءة
أحاديث كثيرة يحفظها عن ظهر قلب ، وكان موضوعها أفضلية بعض البلدان على بعض ،
وخاصة الشام ودمشق ، وقد أخذ هذا الموضوع حوالي نصف ساعة ـ وهو موضوع لا جدوى فيه
ـ ، وقد تعجبت منه كثيراً كيف لا يستغل هذا الظرف ، وقد أعاره الجميع عقولهم بحديث
يستفيدون منه في دينهم ودنياهم ، ثم قال : إن دين الله لا يؤخذ بالحسب والنسب ،
وقد جعل الله شرعه لكل الناس ، فبأي حق نأخذ ديننا من أهل البيت عليهمالسلام؟! وقد أمرنا رسول الله صلىاللهعليهوآله بالتمسك بكتاب الله وسنته ، وهو حديث
صحيح لا يستطيع أحد تضعيفه ، ولا يوجد عندنا طريق آخر غير هذا الطريق وضرب بيده
على ظهر عادل وقال له : يا إبني ، لا يغرنَّك كلام الشيعة.
استوقفته قائلاً : سماحة الشيخ ، نحن
باحثون عن الحق ، وقد اختلط علينا الأمر ، وجئنا كي نستفيد منك عندما عرفنا أنك
عالم جليل ومحدّث وحافظ.
قال : نعم.
قلت : من البديهيات ، التي لا يتغافل
عنها إلا أعمى أن المسلمين قد تقسموا إلى طوائف ومذاهب متعددة ، وكل فرقة تدعي
أنها الحق وغيرها باطل ، فكيف يتسنى لي ، وأنا مكلف بشرع الله أن أعرف الحق من بين
هذه الخطوط المتناقضة؟! هل أراد الله لنا أن نكون متفرقين ، أم اراد أن نكون على
ملة واحدة ، نُدين الله بتشريع واحد؟! وإذا كان نعم ، ما هي الضمانة التي تركها
الله ورسوله صلىاللهعليهوآله لنا لكي
تحصن الاُمة من الضلالة؟
مع العلم أن أول ما وقع الخلاف بين
المسلمين كان بعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآله
مباشرة ، فليس جائز في حق الرسول أن يترك أمته من غير هدى يسترشدون به.
اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 380