اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 356
الحقَّ للمسلمين ،
فلا يجوز عقلا أن يتقدَّم في هذا الأمر العظيم شابٌّ حدث السن مع وجود شيوخ قومه
وكبراء أهله ، وإن تأخَّر سيِّدنا علي ( كرَّم الله وجهه ) لا يكون نقصاً له بل
كمالا له ، وإن أفضليته على أقرانه ثابتة ولا ننكرها.
ثمَّ إنني أسمع حديثاً دائماً يردِّده
علماؤنا السنّة ؛ قول سيِّدنا عمر : لا تجتمع النبوَّة والملك في أهل بيت واحد.
هذه أسباب تقدُّم أبي بكر وتأخُّر عليٍّ
عليهالسلام في أمر
الخلافة ( ولا تجتمع أمّتي على ضلال أو على خطأ ).
السيِّد البدري : إن أدلَّتك ـ يا أخي ـ
تضحك الثكلى ، وإن مثلك كمثل الذي يغمض عينيه فيصبح كالأعمى ، فلا يرى الشمس
الطالعة في الضحى ، وينكر ضوء النهار إذا تجلَّى ، فافتح عينيك ، وانظر إلى منار
الهدى ، واسلك طريق الحقّ ، ولا تتّبع الهوى ، ولا تغرّنّك الدنيا ، وإن الآخرة
خير وأبقى.
وأرجو منك أن تقرأ كتب الشيعة بدقّة ،
وتعمِّق الفكر في أدلّتنا وبراهيننا ، أقول هذا لأني فتَّشت أسواق القاهرة والحجاز
والخليج والأردن ، وأسواق الشام وأندونيسيا وتنزانيا وبومباي ، وغيرها من البلاد
الإسلاميّة التي غالب سكَّانها أهل السنة ، أو حكَّامها من أهل السنّة والجماعة ،
فما وجدت كتب الشيعة في مكتباتها ، فكأنكم ـ مع الأسف ـ آليتم أن لا تطالعوا كتب
الشيعة ، فلا أدري هل حكمتم عليها بأنها كتب ضلال فحرَّمتم قراءتها؟!!
وإنّي دخلت بيوت كثير من إخواننا أهل
السنّة ، علماء وغير علماء ، وخاصة الذين يهوون مطالعة الكتب ، ويملكون مكتبات
شخصيّة في بيوتهم ، فوجدت فيها كتب مختلفة حتى كتب غير المسلمين من الشرقيّين
والغربيّين ، ولم أجد كتاباً واحداً من كتب الشيعة!!
اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 356