اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 347
وإلى نوح في خشيته ،
وإلى إبراهيم في خلّته ، وإلى يعقوب في حزنه ، وإلى يوسف في جماله ، وإلى موسى في
مناجاته ، وإلى أيوب في صبره ، وإلى يحيى في زهده ، وإلى عيسى في عبادته ، وإلى
يونس في ورعه ، وإلى محمّد في حسبه وخلقه ، فلينظر إلى عليٍّ ، فإن فيه تسعين خصلة
من خصال الأنبياء جمعها الله فيه ، ولم يجمعها في أحد غيره [١].
هشام آل قطيط : عفواً سماحة السيد! أنت
هنا وصلت بي إلى مقايسة عليٍّ ـ كرَّم الله وجهه ـ بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام
، وهذا مشكل منكم؟
السيِّد البدري : اسمع ـ يا أخي ـ لأروي
لك ما نقله بعض من المؤرِّخين ، إذا الأدلّة لم تقنع فناقشني وحاورني.
مقايسة علي 7 بالأنبياء
لقدحدَّثنا المؤرِّخون والمحدِّثون أنه عليهالسلام في آخر يوم من حياته الكريمة ، حينما
كان على فراش الموت والشهادة حضر عنده جماعة من أصحابه لعيادته ، وكان ممَّن حضر
صعصعة بن صوحان ، وهو من كبار الشيعة في الكوفة ، وكان خطيباً بارعاً ، ومتكلِّماً
لامعاً ، وهو من الرواة الثقات حتى عند أصحاب الصحاح الستة عندكم وأصحاب المسانيد
، فإنّهم يروون عنه ما ينقله عن الإمام علي عليهالسلام
، وقد ترجم له كثير من أعلامكم مثل : ابن عبد البرّ في الاستيعاب ، وابن سعد في
الطبقات الكبرى ، وابن قتيبة في المعارف ، وغيرهم ، فكتبوا أنه كان عالماً صادقاً
، وملتزماً بالدين ، ومن خاصة أصحاب أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام ، في ذلك اليوم سأل صعصعة الإمام
عليّاً عليهالسلام قائلا : يا
أميرالمؤمنين!