ومن هذه الأسئلة والسؤال الأكثر إلحاحاً
: باعتبار أن الله خلق آدم وحوّاء فهل تزوَّج أولاد أدم أخوات بعضهم البعض؟
فاقترحت على بعض الأصدقاء الذهاب إلى
الشيخ ونسأل ، وفعلا ذهبنا وسألته عن بعض القضايا العقائديَّة التي تتعلَّق بالكون
والإله ، عقل يفكِّر ، فالإنسان بطبعه يحبُّ السؤال ؛ لأن عمدة العلم كما يقول
العلماء في السؤال ، والرسولصلىاللهعليهوآله يقول
: اثنان لا يتعلَّمان : مستح ومتكبِّر[٢]،
وكما يقولصلىاللهعليهوآلهوسلم: لا حياء في
الدين ، والله تعالى يقول في محكم كتابه: (قُلْ هَلْ
يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ
[١] راجع : سنن الدارمي : ٢/٢٤١ ، سنن ابن ماجة : ٢/١٣٢٢ ح ٣٩٩٢ ،
سنن أبي داوود : ٢/٣٩٠ ح ٤٥٩٧ ، المستدرك ، الحاكم : ١/١٢٨ ، المعجم الكبير ،
الطبراني : ٨/٢٧٣.
قال الشيخ علي بن
يونس العاملي عليه الرحمة في الصراط المستقيم : ٢/٩٦ : روى أهل الإسلام قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ،
واحدة ناجية والباقون في النار ، فهذه شهادة صريحة من النبيِّ المختار صلىاللهعليهوآلهوسلم على وصف أكثرهم بالضلال والبوار ، ولا
بدَّ أن يكون الله ورسوله أوضحا لهم وجوه الضلال ، لئلا يكون لهم الحجّة عليهما
يوم الحساب والسؤال ، وبهذا يتّضح وجه إمساك علي عليهالسلاموعترته
عن الجهاد ، إذ كيف تقوى فرقة على أضعافها من أهل العناد؟ ومن فرَّ عن أكثر من
اثنين قد عذره القرآن ، فكيف لا يعذر من أمسك عن أضعافه من أهل الطغيان؟!
[٢] روى الشيخ
الصدوق عليه الرحمة في علل الشرائع : ٢/٦٠٦ عن أبي إسحاق الليثي ، عن أبي جعفر
محمّد بن علي الباقر عليهالسلام،
في حديث له عن المؤمن المستبصر قال عليهالسلام:
فإن هذا العلم لا يتعلَّمه مستكبر ولا مستحي.
وقال الشهيد الثاني
عليه الرحمة في منية المريد : ١٧٥ : وقيل أيضاً : لا يتعلَّم العلم مستحي ولا
مستكبر.
وروى العامة عن
مجاهد أنه قال : لا يتعلَّم مستحي ولا مستكبر.
مقدّمة ابن الصلاح ،
عثمان بن عبد الرحمن : ١٥٢ ، فتح الباري ، ابن حجر : ١/٢٠٢.
اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 263