اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 203
والموضة.
ولكن لمَّا عرفنا ـ نحن طلاب كليَّة
الشريعة ـ بأنها عراقيَّة تيقّنّا بأنّها شيعيَّة ، وكثيراً ما كنَّا نتحرَّش بها
قاصدين السخرية والاستهزاء بها ؛ لأنها ـ حسب اعتقادنا ومعلوماتنا الخاطئة طبعاً ـ
أنها ومن يتبع هذا المذهب غير مسلمين ، فهم يعبدون عليَّ بن أبي طالب ، والمعتدلون
منهم فقط يعبدون الله ، ولكنهم لا يؤمنون برسالة محمَّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ويشتمون جبرائيل ويقولون بأنه خان
الأمانة ، فبدلا من أداء الرسالة إلى علي عليهالسلام
أدَّاها إلى محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم
، وأنهم ينزِّلون أئمّتهم منزلة الآلهة ، وأنهم يقولون بالحلول ، وأنهم يسجدون
للقرص الحجريّ من دون الله ، وأنهم أشدُّ على الإسلام من اليهود والنصارى ، لأن
هؤلاء يعبدون الله ويؤمنون برسالة موسى عليهالسلام
، بينما نسمع عن الشيعة أنهم يعبدون علياً ويقدِّسونه.
ومع كل هذا التقريع وهذه السخرية والأخت
بتول لا تردُّ علينا ، وتقول في كل مرة : سامحكم الله ، هداكم الله ، ليتكم تعلمون
الحق ، أستغفر الله لي ولكم.
وهكذا إلى أن جاء يوم من الأيام ـ وهو
بالنسبة لي يوم التحوُّل الكبير ـ جئت في هذا اليوم متأخِّرة عن موعد المحاضرة ،
فلم أجد مكاناً إلاَّ إلى جانب هذه الفتاة بتول ، وكنت قبلا لا أجلس إلى جانبها
أبداً ، تحسُّباً منها على أنها كافرة ، أو أنها جاسوسة تريد أن تعرف تفاصيل
مذاهبنا لتنقلها إلى فرقتها.
جلست وأنا مستاءة منها نوعاً ما ، ثمَّ
قلت في نفسي : ما لي وما لها؟ كل واحدة منّا في حالها ، وبالصدقة كانت المحاضرة
يومذاك عن المذهب الشيعيّ ، وبدأت المحاضرة وكلُّنا مصغون إلى ما يقال عن ذلك
المذهب ، وبتول تندهش وتندهش من كل ما يقال عنهم ، وتتمتم أثناء المحاضرة بأن لعنة
الله على
اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 203