اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 106
هزيمة اُخرى ، وأنا
الذي كنت منذ أيام قلائل عالماً في مصر أفخر بنفسي ويمجّدني علماء الأزهر الشريف ،
أجد نفسي اليوم مهزوماً مغلوباً ومع من؟ مع الذين كنت ولا أزال أعتقد أنهم على خطأ
، فقد تعوّدت على أنّ كلمة « شيعة » هي مسبّة.
إنّه الكبرياء وحبّ الذات ، إنّها
الأنانية واللجاج والعصبية ، إلهي ألهمني رشدي ، وأعنّي على تقبّل الحقيقة ولو
كانت مرّة.
اللّهم افتح بصري وبصيرتي ، واهدني إلى
صراطك المستقيم ، واجعلني من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، اللّهم أرنا
الحق حقّاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.
رجع بي صديقي إلى البيت وأنا أردّد هذه
الدعوات ، فقال مبتسماً : هدانا الله وإيّاكم وجميع المسلمين ، وقد قال في محكم
كتابه : (وَالَّذينَ جَاهَدوا فينَا
لَنَهدِيَنَّهم سُبُلنا وإِنَّ اللهَ لَمع المُحسِنينَ)[١].
والجهاد في هذه الآية يحمل معنى البحث
العلمي للوصول إلى الحقيقة ، والله سبحانه يهدي إلى الحقِّ كلّ من بحث عن الحقّ [٢].