من غير بحث وتفتيش اعتمادا على صدقهم ، أو نعقل فنفكّر في حكمه ومعانيه
تفكّر المستبصرين ، ما كنّا في عداد أصحاب الجحيم وفي جملتهم [١].
ومنها : ما
ذكره في الكشّاف من : أنّا لو كنّا نسمع الإنذار سماع طالبين للحقّ ، أو نعقله عقل
متأمّلين [٢].
ولا يخفى أنّه
يمكن إرجاع بعض هذه الوجوه إلى بعض آخر.
وفي الكشّاف :
إنّ من بدع التفاسير أنّ المراد لو كنّا على مذهب أهل [٣] الحديث أو على مذهب أصحاب الرأي ؛ كأنّ هذه الآية نزلت
بعد ظهور هذين المذهبين ، وكأنّ سائر أصحاب المذاهب والمجتهدين قد أنزل الله
وعيدهم ، وكأنّ من كان من هؤلاء فهو من الناجين لا محالة ... [٤] إلى آخره. انتهى.
هذا مع أنّه لو
صحّ هذا التفسير صحّ استدلال كلّ أهل مذهب بهذه الآية على صحّة مذهبه ، وهو كما
ترى.
وكيف كان ،
فهذه الآية جارية في الأصول والفروع ، ودالّة على أنّ تارك طريقي الاجتهاد
والتقليد لمن ليس له قوّة الاجتهاد مؤاخذ. فتأمّل.
(فَاعْتَرَفُوا
بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِيرِ) قد عرفت اختصاص مورد ما تقدّم بالمقصّرين ، وعدم شموله
للقاصرين الّذين لم يبلغهم خطاب التكليف ، فالأعتراف بالذنب في محلّه ، ولكنّه غير
نافع في الآخرة مطلقا ،