وشهادة الله
لنبيّة بالرسالة هو إنزاله الآيات على قلبه ، وإجراؤها على لسانه ، وإجراء
المعجزات على يده. وهذه الشهادة كافية لصدقه ، ولا حاجة له إلى شهادة غير الله.
ويمكن أن يكون
المراد بها : جعله مرآة لأسمائه وصفاته ؛ كما عرفته.
(مُحَمَّدٌ رَسُولُ
اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ
تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْواناً سِيماهُمْ
فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ) نصّ على شهادته برسالته سواء جعلنا «رسول الله» خبرا عن
«محمّد» أو عطف بيان ، أو بدلا عنه ، فيكون خبره «أشدّاء».
وعلى الأوّل
فهو خبر «للّذين آمنوا» فالجملة تجري مجرى قوله تعالى : (أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ
أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ)[٢] فإنّهم كانوا يحترزون عن ثياب المشركين حتّى لا تلصق
بثيابهم ، وعن أبدانهم حتّى لا تمسّ أبدانهم ، ويقتلونهم في الحروب بأشدّ قتلة ؛
وإن كانوا آباءهم أو إخوانهم ، ولكنّهم إذا رأوا مؤمنا صافحوه وعانقوه وأعانوه في
جميع أموره تقرّبا إلى الله تعالى ، وطلبا لمرضاته.
و «السيماء» من
السوم ؛ كما يظهر من المجمع [٣] ، ولكنّ تفسيرها بالعلامة