أراد بـ «الّذين
كفروا» كفّار قريش الّذين كانوا بمكّة.
و «تولية الدبر»
كناية عن الفرار والانهزام.
وقيل : المراد
بالّذين كفرواهم الّذين همّوا بالإغارة على أموال المسلمين بالمدينة من أسد
وغطفان.
ومحصّل الآية :
أنّ الله كان ينصر المؤمنين على الكافرين لقدرته على نصر من ليس له عدد ولا عدّة ،
فإنّ الأمور كلّها بيد الله ؛ يذلّ من يشاء ، ويعزّ من يشاء ، ويخذل من يشاء ،
وينصر من يشاء ، وهذه سنّة الله وطريقته القديمة الّتي سلفت في أنبيائه والمعاندين
لهم ، فإنّ حزب الله هم الغالبون.
ونصب «سنّة
الله» بفعل محذوف ؛ أي سنّ سنّة الله.
(وَهُوَ الَّذِي كَفَّ
أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ
أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكانَ اللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً) امتنّ الله عليهم بكفّ تعرّضهم للكفّار ، وكفّ تعرّض
الكفّار لهم بالأمر بالصلح ، وإلقاء الرعب في قلوب الكفّار حتّى يرضوا به.
وقد روي أنّ
ثمانين منهم طافوا بعسكر المسلمين ليصيبوا منهم ،