responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير ستّ سور المؤلف : الشريف الكاشاني، حبيب الله    الجزء : 1  صفحة : 184

وتفصيل باب المخاطبة في النحو ، وقد ذكره ابن مالك في التسهيل فراجع.

وقولهم (بَلْ تَحْسُدُونَنا) ردّ على المؤمنين وتكذيب لهم في قولهم : إنّ الله وعدنا خاصّة غنيمة خيبر ، وهذا راجع إلى تكذيب الرسول في وحيه ، وقوله تعالى : (بَلْ كانُوا) ردّ على المنافقين في اعتقادهم أنّ منعهم عن النفر للحسد ، وأنّ قولهم ذلك لعدم شعورهم ، وقوله : (إِلَّا قَلِيلاً) ؛ أي إلّا فقها قليلا ، فيكون وصفا للمصدر المحذوف أو القليل منهم ، فيكون مستثنى من ضمير الجمع ؛ كما في قوله تعالى : (ما فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ) [١] فيجوز فيه الرفع على البدليّة ، والنصب على الاستثناء.

و «الفقه القليل» على الأوّل هو الشعور الحيوانيّ الّذي هو إدراك اللذّات والآلام الحسّيّة ، فإنّه قليل بالنسبة إلى الإدراكات العقليّة الروحانيّة الخاصّة بالأناسيّ الإلهيّين ، والإخوان الروحانيّين ، وعلى الثاني هو من تاب منهم فأحسن عقيدته ، وآمن بقلبه كما آمن بلسانه ، وهو قليل في هؤلاء المخلّفين ؛ كما قال : (وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ) [٢].

ويحتمل أن يراد به من عرف الحقّ بقلبه ولكن أنكره من باب العناد ، والعصبيّة ، وحقد الجاهليّة ، وحب الرئاسة ، فافهم.

وفي الآية دلالة واضحة على أنّ المنافقين ليسوا بمؤمنين ، بل أولئك هم الكافرون حقّا.

(قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرابِ سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقاتِلُونَهُمْ أَوْ


[١]النساء : ٦٦.

[٢]سبأ : ١٣.

اسم الکتاب : تفسير ستّ سور المؤلف : الشريف الكاشاني، حبيب الله    الجزء : 1  صفحة : 184
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست