وتقديم البشارة
لسبق رحمته على غضبه ، وكذا الكلام في قوله تعالى : (يا أَيُّهَا
النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * وَداعِياً
إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِراجاً مُنِيراً)[٣].
(لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ
وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) تعليل لإرساله تعالى له صلّى الله عليه وآله ، فإن قرئ
الأفعال الأربعة بالغيبة ـ كما عن ابن كثير وأبي عمرو ـ فلا إشكال ، إلّا أنّه وقع
الالتفات في «بالله ورسوله» من الخطاب إلى الغيبة ؛ إذ الأصل في نحو هذا المقام أن
يقال ليؤمنوا بي وبك.
وأمّا على
القراءة المشهورة من تاء الخطاب ، فعلى تقدير القول في المعلّل فلا إشكال أيضا ؛
إذ المعنى ؛ قل لهم : إنّا أرسلناك لتؤمنوا بالله ورسوله.
وكذا لو لم
نقدّره ، ولكن جعلنا الخطاب للامّة خاصّة ، إلّا أنّ فيه من الالتفات ما لا يخفى.