responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بوارق القهر في تفسير سورة الدّهر المؤلف : الشريف الكاشاني، حبيب الله    الجزء : 1  صفحة : 78

كيف وقد اصطفاهم الله على من دونهم من أصناف الخلق ، وأوجب على الكلّ إطاعتهم ومتابعتهم في أمر الحقّ ، فبهم فليتمسّك المتمسّكون ، ويعتصم المعتصمون :

وكلّ لهم سؤل ودين ومذهب

ووصلكم سؤلي وديني هواكم

وأنتم من الدنيا مرادي وهمّتي

مناي مناكم واختياري رضاكم

وقيل : المراد بالسبيل هو الطريق إلى تكميل النفس ، فإنّ به يتوصّل إلى السعادة القصوى ، والجنّة العليا.

وقيل : المراد طريق المعرفة في الدين ، الّذي يتوصّل به إلى ثواب الأبد ، ويلزم كلّ مكلّف سلوكه ، وهي أدلّة العقل والشرع الّتي تعمّ جميع المكلّفين.

وقيل : المراد سبيل الهدى والضلال.

وقيل : المراد سبيل الفجور والتقوى ؛ كما قال (فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها) [١].

أقول : يمكن إرجاع الكلّ إلى أحد الوجهين اللذين أشرنا إليهما فيما سبق.

الخامسة : قيل في تفسير الآيات : إنّ الإنسان خلق من أمشاج لا للعبث ، بل للابتلاء والامتحان ، ثمّ اعطي ما يصحّ معه الابتلاء وهو السمع والبصر اللذان هما أشرف الحواسّ ، ولهذا خصّا بالذكر.

وفيه إشارة إلى أنّ الحواسّ السليمة أسباب كلّيّة لتحصيل الكمالات


[١]الشمس : ٨.

اسم الکتاب : بوارق القهر في تفسير سورة الدّهر المؤلف : الشريف الكاشاني، حبيب الله    الجزء : 1  صفحة : 78
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست