responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بوارق القهر في تفسير سورة الدّهر المؤلف : الشريف الكاشاني، حبيب الله    الجزء : 1  صفحة : 74

فإنّها حاجبة بين العبد والربّ بعد الفوز بمقام الوصال ، وليس العبد حينئذ مأمورا بها لمكان الغاية في قوله (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) [١].

وما حكاه «العلّامة الحلّيّ» رحمه الله في «النهج» عن بعض الصوفيّة مشهور ، والكلمة الّتي قرّروها في كتبهم وأشعارهم من أنّه «إذا جاءت الحقيقة بطلت الشريعة» مشهورة.

وكذا ما قالوه من أنّه لا تكليف لأولياء الله ، وغير ذلك من الترّهات الّتي تضحك منها الثكلى ، وتلك الكلمات متفرّعة على ما أسّسوه من أنّ العبد المرتاض إذا فنى عن نفسه يتّصل بالحقّ بحيث لا فرق بينه وبينه ؛ فيصير إلها محيطا بكلّ شيء ، فلا معنى للعبادة في حقّه ، بل يجب على غيره عبادته ؛ كما قيل :

در آن حين كه من حقّ مطلق شوم

نماند دوئى جملگى حقّ شوم

بود علم من علم بى منتها

به لاهوت وناسوت وأرض وسما

بود علم من علم حقّ قديم

نباشد به جز من خداى كريم

وبعضهم لقد أوّلوا مقالهم هذا بأنّ مرادهم بأنّه لا تكليف لأولياء الله ليس ما ذكر من سقوط التكليف ، بل المراد أنّه لا مشقّة فيه لهم كما تكون لغيرهم ، فإنّهم يلتذّون بالعبادات فكيف يكون ذلك لهم مشقّة ؛ كما قال : (وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ) [٢].

ولا بأس بذلك التأويل ؛ حيث إنّ «نجم الدين» الّذي كان منهم قال في


[١]الحجر : ٩٩.

[٢]البقرة : ٤٥.

اسم الکتاب : بوارق القهر في تفسير سورة الدّهر المؤلف : الشريف الكاشاني، حبيب الله    الجزء : 1  صفحة : 74
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست