والحق مع الزمخشري ، حيث ابقاه على حاله
، ولم يفسره بشيء ، ونعم ما فعل ، كذلك يفعل الرجل البصير ؛ لان الذكر يعم ، الثناء
، والدعاء ، والصلاة ، وقراءة القرآن ، والحديث ، وذكر الحلال والحرام ، واخبار
الانبياء والاوصياء ـ عليهم السلام ـ والصالحين ، وهو اعم من ان يكون باللسان او
الجنان او الاركان.
وبالجملة كلما كان لله سبحانه ، وهو
غايته من الاعمال والتروك ، فهو ذكر ، حتى المباحات لو قصد فيها لله تعالى وفعل
توصلاً الى عبادته ، انسلك سلك الذكر.
ولما كان لله تعالى مدخلية في كل
الاشياء جواهرها واعراضها التي من فعل الله ، او فعل العباد من حيث الخلق او
الاقدار ، والتمكين والحكم والامر والنهي ، كان كل شيء صالحاً لان يقع موقعاً لذكر
الله ، فالاعتبار اذن بالقصد والملاحظة لله سبحانه او لغيره ، فتأمل واعتبر ولا
تكن من الغافلين.
وعلى هذا فكيف يمكن تخصيص الذكر بصلاة
الجمعة في مقام الاستدلال؟ مع عدم النص والقرينة ، وهل هذا الا مجرد دعوى خال عن
البينة والبرهان ، قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين.