اسم الکتاب : الدّرر الملتقطة في تفسير الآيات القرآنيّة المؤلف : الخواجوئي، محمد إسماعيل الجزء : 1 صفحة : 189
(سورة القصص)
* ولا تدع مع الله الهاً آخر لا اله الا هو كل
شيء هالك الا وجهه له الحكم واليه ترجعون.
[ الآية : ٨٨ ]
قال الطبرسي : رحمه الله : المعنى كل
شيء فان بائد الا ذاته ، وهذا كما يقال : هذا وجه الرأي ووجه الطريق.
ثم قال : وفي هذا دلالة على ان الاجسام
تفنى ثم تعاد ، على ما قاله الشيوخ في الفناء والاعادة. وعن ابن عباس : اي كل شيء
هالك الا ما اريد به وجهه ، فانه يبقى ثوابه [١].
وقيل : ان المعنى كل شيء هالك ، وانما
وجوده وبقاؤه وكماله بالجهة المنسوبة اليه سبحانه ، فانه علة لوجود كل شيء وبقائه
وكماله ، ومع قطع النظر عن هذه الجهة ، فهي فانية باطلة هالكة.
وقيل : ان المعنى كل شيء هالك ، اي : باطل
، الا دينه الذي يتوجه به اليه سبحانه ، وكل ما امر به من طاعته ، وقد وردت اخبار
كثيرة على هذا الوجه.
وقيل : ان المراد بالوجه الانبياء
والاوصياء ـ عليهم السلام ـ لان الوجه ما يواجه به عباده ويخاطبهم بهم ـ عليهم
السلام ـ واذا اراد العباد التوجه اليه تعالى يتوجهون اليهم ، وبه ايضا وردت اخبار
كثيرة.
وقيل : ان الضمير راجع الى الشيء ، اي :
كل شيء بجميع جهاته باطل وفان ، الا وجهه الذي به يتوجه الى ربه ، وهو روحه وعقله
ومحل معرفة الله منه التي