سَحَرْتَنَا بِهِ؛فَأَنْزَلَ اللَّهُ: اِقْتَرَبَتِ السّٰاعَةُ إِلَى آخِرِ السُّورَةِ».
99-/10262 _3- الشَّيْخُ فِي(أَمَالِيهِ):عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّلْتِ،قَالَ:حَدَّثَنَا ابْنُ عُقْدَةَ،يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ،قَالَ:حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْحُسَيْنِيُّ،قَالَ:حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى،قَالَ:
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ،عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى،عَنْ أَبِيهِ،عَنْ جَدِّهِ،عَنْ آبَائِهِ،عَنْ عَلِيٍّ(عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ)،قَالَ: انْشَقَّ الْقَمَرُ بِمَكَّةَ،فِلْقَتَيْنِ،فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ):اِشْهَدُوا،اشْهَدُوا بِهَذَا».
99-/10263 _4- الْحُسَيْنُ بْنُ حَمْدَانَ الْخَصِيبِيُّ:بِإِسْنَادِهِ،عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ،عَنِ الصَّادِقِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)،قَالَ: «لَمَّا ظَهَرَ رَسُولُ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)بِالرِّسَالَةِ،وَ دَعَا النَّاسَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى،تَحَيَّرَتْ قَبَائِلُ قُرَيْشٍ،وَ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ:
مَا تَرَوْنَ[مِنَ الرَّأْيِ فِي]مَا يَأْتِينَا مِنْ مُحَمَّدٍ كَرَّةً بَعْدَ كَرَّةٍ مِمَّا لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ السَّحَرَةُ وَ الْكَهَنَةُ؟وَ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَسْأَلُوهُ شَقَّ الْقَمَرِ فِي السَّمَاءِ،وَ إِنْزَالَهُ إِلَى الْأَرْضِ شُعْبَتَيْنِ،وَ قَالُوا:إِنَّ الْقَمَرَ مَا سَمِعْنَا فِي سَائِرِ النَّبِيِّينَ أَحَداً قَدَرَ عَلَيْهِ،كَمَا قَدَرَ عَلَى الشَّمْسِ،فَإِنَّهَا رُدَّتْ لِيُوشَعَ بْنِ نُونٍ وَصِيِّ مُوسَى(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)،وَ كَانَ النَّاسُ يَظُنُّونَ أَنَّهَا لاَ تُرَدُّ عَنْ مَوْضِعِهَا.
وَ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَ جَاءُوا إِلَى النَّبِيِّ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)،فَقَالُوا:يَا مُحَمَّدُ،اجْعَلْ بَيْنَنَا وَ بَيْنَكَ آيَةً،إِنْ أَتَيْتَ بِهَا آمَنَّا بِكَ وَ صَدَّقْنَاكَ.فَقَالَ لَهُمْ:سَلُوا،فَإِنِّي آتِيكُمْ بِكُلِّ مَا تَخْتَارُونَ.فَقَالُوا:اَلْوَعْدُ بَيْنَنَا وَ بَيْنَكَ سَوَادُ اللَّيْلِ وَ طُلُوعُ الْقَمَرِ،وَ أَنْ تَقِفَ بَيْنَ الْمَشْعَرَيْنِ،فَتَسْأَلَ رَبَّكَ الَّذِي تَقُولُ إِنَّهُ أَرْسَلَكَ رَسُولاً،أَنْ يَشُقَّ الْقَمَرَ شُعْبَتَيْنِ وَ يُنْزِلَهُ،مِنَ السَّمَاءِ حَتَّى يَنْقَسِمَ قِسْمَيْنِ،وَ يَقَعَ قِسْمٌ عَلَى الْمَشْعَرَيْنِ وَ قَسْمٌ عَلَى الصَّفَا.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ):اَللَّهُ أَكْبَرُ،أَنَا وَفِيُّ بِالْعَهْدِ،فَهَلْ أَنْتُمْ مُوفُونَ بِمَا قُلْتُمْ إِنَّكُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ؟ قَالُوا:نَعَمْ يَا مُحَمَّدُ.وَ تَسَامَعَ النَّاسُ،ثُمَّ تَوَاعَدُوا سَوَادَ اللَّيْلِ.وَ أَقْبَلَ النَّاسُ يُهْرَعُونَ إِلَى الْبَيْتِ وَ حَوْلَهُ حَتَّى أَقْبَلَ اللَّيْلُ وَ اسْوَدَّ،وَ طَلَعَ الْقَمَرُ وَ أَنَارَ،وَ النَّبِيُّ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)وَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)وَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ،يُصَلُّونَ خَلْفَ النَّبِيِّ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)وَ يَطُوفُونَ بِالْبَيْتِ.
وَ أَقْبَلَ أَبُو لَهَبٍ وَ أَبُو جَهْلٍ وَ أَبُو سُفْيَانَ عَلَى النَّبِيِّ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)،فَقَالُوا:اَلْآنَ يَبْطُلُ سِحْرُكَ وَ كِهَانَتُكَ وَ حِيلَتُكَ،هَذَا الْقَمَرُ،فَأَوْفِ بِوَعْدِكَ.فَقَالَ النَّبِيُّ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ):قُمْ-يَا أَبَا الْحَسَنِ-فَقِفْ بِجَانِبِ الصَّفَا،وَ هَرْوِلْ إِلَى الْمَشْعَرَيْنِ،وَ نَادِ نِدَاءً ظَاهِراً،وَ قُلْ فِي نِدَائِكَ:اَللَّهُمَّ رَبَّ الْبَيْتِ الْحَرَامِ،وَ الْبَلَدِ الْحَرَامِ،وَ زَمْزَمَ وَ الْمَقَامِ،وَ مُرْسِلَ الرَّسُولِ التِّهَامِيِّ،ائْذَنْ لِلْقَمَرِ أَنْ يَنْشَقَّ وَ يَنْزِلَ إِلَى الْأَرْضِ،فَيَقَعَ نِصْفُهُ عَلَى الصَّفَا وَ نِصْفُهُ عَلَى الْمَشْعَرَيْنِ،فَقَدْ سَمِعْتَ سِرَّنَا وَ نَجْوَانَا وَ أَنْتَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ.
قَالَ:فَتَضَاحَكَتْ قُرَيْشٌ فَقَالُوا:إِنَّ مُحَمَّداً قَدِ اسْتَشْفَعَ بِعَلِيٍّ،لِأَنَّهُ لَمْ يَبْلُغِ الْحُلُمَ وَ لاَ ذَنْبَ لَهُ،وَ قَالَ أَبُو لَهَبٍ:
لَقَدْ أَشْمَتَنِيَ اللَّهُ بِكَ-يَا بْنَ أَخِي-فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ.فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ):اِخْسَأْ،يَا مَنْ أَتَبَّ اللَّهُ يَدَيْهِ،وَ لَمْ يَنْفَعْهُ مَالُهُ،وَ تَبَوَّأَ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ.قَالَ أَبُو لَهَبٍ:لَأَفْضَحَنَّكَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ بِالْقَمَرِ وَ شَقِّهِ وَ إِنْزَالِهِ إِلَى الْأَرْضِ،وَ إِلاَّ أَلَّفْتَ