responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البرهان في تفسير القرآن المؤلف : البحراني، السيد هاشم    الجزء : 2  صفحة : 544

جَزَاكَ اللَّهُ مِنْ جَسَدٍ خَيْرَ الْجَزَاءِ،لَقَدْ كُنْتَ فِي طَاعَةِ اللَّهِ مُسْرِعاً،وَ عَنْ مَعَاصِيهِ مُبْطِئاً،فَجَزَاكَ اللَّهُ عَنِّي مِنْ جَسَدٍ خَيْرَ الْجَزَاءِ،فَعَلَيْكَ السَّلاَمُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.وَ يَقُولُ الْجَسَدُ لِلرُّوحِ مِثْلَ ذَلِكَ».

قَالَ:«فَيَصِيحُ مَلَكُ الْمَوْتِ بِالرُّوحِ:أَيَّتُهَا الرُّوحُ الطَّيِّبَةُ،اخْرُجِي مِنَ الدُّنْيَا مُؤْمِنَةً مَرْحُومَةً مُغْتَبِطَةً-قَالَ:- فَرَأَفَتْ [1] بِهِ الْمَلاَئِكَةُ،وَ فَرَّجَتْ عَنْهُ الشَّدَائِدَ،وَ سَهَّلَتْ لَهُ الْمَوَارِدَ،وَ صَارَ لِحَيَوَانِ الْخُلْدِ».

قَالَ:«ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ لَهُ صَفَّيْنِ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ،غَيْرِ الْقَابِضِينَ لِرُوحِهِ،فَيَقُومُونَ سِمَاطَيْنِ مَا بَيْنَ مَنْزِلِهِ إِلَى قَبْرِهِ، يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ،وَ يَشْفَعُونَ لَهُ.قَالَ:فَيُعَلِّلُهُ مَلَكُ الْمَوْتِ،وَ يُمَنِّيهِ وَ يُبَشِّرُهُ عَنِ اللَّهِ بِالْكَرَامَةِ وَ الْخَيْرِ،كَمَا تُخَادِعُ الصَّبِيَّ أُمُّهُ،تَمْرَخُهُ بِالدُّهْنِ وَ الرَّيْحَانِ وَ بَقَاءِ النَّفْسِ،وَ تَفْدِيهِ بِالنَّفْسِ وَ الْوَالِدَيْنِ».

قَالَ:«فَإِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ قَالَ الْحَافِظَانِ اللَّذَانِ مَعَهُ:يَا مَلَكَ الْمَوْتِ،ارْأَفْ بِصَاحِبِنَا وَ ارْفُقْ،فَنِعْمَ الْأَخُ كَانَ، وَ نِعْمَ الْجَلِيسُ،لَمْ يُمْلِ عَلَيْنَا مَا يُسْخِطُ اللَّهَ قَطُّ.فَإِذَا خَرَجَتْ رُوحُهُ خَرَجَتْ كَنَخْلَةٍ بَيْضَاءَ،وُضِعَتْ فِي مِسْكَةٍ بَيْضَاءَ،وَ مِنْ كُلِّ رَيْحَانٍ فِي الْجَنَّةِ،فَأُدْرِجَتْ إِدْرَاجاً،وَ عَرَجَ بِهَا الْقَابِضُونَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا.قَالَ:فَتُفْتَحُ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ،وَ يَقُولُ لَهَا الْبَوَّابُونَ:حَيَّاهُ اللَّهُ مِنْ جَسَدٍ كَانَتْ فِيهِ،لَقَدْ كَانَ يَمُرُّ لَهُ عَلَيْنَا عَمَلٌ صَالِحٌ،وَ نَسْمَعُ حَلاَوَةَ صَوْتِهِ بِالْقُرْآنِ».

قَالَ:«فَتَبْكِي لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ،وَ الْبَوَّابُونَ لِفَقْدِهِ وَ تَقُولُ:يَا رَبِّ،قَدْ كَانَ لِعَبْدِكَ هَذَا عَمَلٌ صَالِحٌ،وَ كُنَّا نَسْمَعُ حَلاَوَةَ صَوْتِهِ بِالذِّكْرِ لِلْقُرْآنِ.وَ يَقُولُونَ:اَللَّهُمَّ ابْعَثْ لَنَا مَكَانَهُ عَبْداً صَالِحاً يُسْمِعُنَا مَا كَانَ يُسْمِعُنَا.وَ يَصْنَعُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ، فَيَصْعَدُ بِهِ إِلَى حَيْثُ رَحَّبَتْ [2] بِهِ مَلاَئِكَةُ السَّمَاءِ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ،وَ يَشْفَعُونَ لَهُ،وَ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ،وَ يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى:رَحْمَتِي عَلَيْهِ مِنْ رُوحٍ.وَ تَتَلَقَّاهُ أَرْوَاحُ الْمُؤْمِنِينَ كَمَا يَتَلَقَّى الْغَائِبُ غَائِبَهُ،فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ:

ذَرُوا هَذِهِ الرُّوحَ حَتَّى تُفِيقَ،فَقَدْ خَرَجَتْ مِنْ كَرْبٍ عَظِيمٍ.وَ إِذَا هُوَ اسْتَرَاحَ أَقْبَلُوا عَلَيْهِ يَسْأَلُونَهُ وَ يَقُولُونَ:مَا فَعَلَ فُلاَنٌ وَ فُلاَنٌ،فَإِنْ كَانَ قَدْ مَاتَ بَكَوْا وَ اسْتَرْجَعُوا،وَ يَقُولُونَ:ذَهَبَتْ بِهِ أُمُّهُ الْهَاوِيَةُ،فَإِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ-قَالَ:- فَيَقُولُ اللَّهُ:رُدُّوهَا عَلَيْهِ،فَمِنْهَا خَلَقْتُهُمْ،وَ فِيهَا أُعِيدُهُمْ،وَ مِنْهَا أُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى».

/3885 _7-قال عليّ بن إبراهيم:قوله تعالى: لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهٰادٌ أي مواضع وَ مِنْ فَوْقِهِمْ غَوٰاشٍ أي نار تغشاهم [3].

قال:قوله تعالى: لاٰ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاّٰ وُسْعَهٰا أي ما يقدرون عليه. قال:و قوله تعالى: وَ نَزَعْنٰا مٰا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ قال:العداوة تنزع منهم-أي من المؤمنين-في الجنة،إذا دخلوها قالوا كما حكى اللّه:

اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذِي هَدٰانٰا لِهٰذٰا وَ مٰا كُنّٰا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لاٰ أَنْ هَدٰانَا اللّٰهُ لَقَدْ جٰاءَتْ رُسُلُ رَبِّنٰا بِالْحَقِّ وَ نُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهٰا بِمٰا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ .


_7) -تفسير القمّيّ 1:231.

[1] في«ط»:فرقت.

[2] في«ط»:عيش رحّب،و في المصدر:عيش رحبّت.

[3] في«ط»:أي أغطية.

اسم الکتاب : البرهان في تفسير القرآن المؤلف : البحراني، السيد هاشم    الجزء : 2  صفحة : 544
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست