responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البرهان في تفسير القرآن المؤلف : البحراني، السيد هاشم    الجزء : 2  صفحة : 299

و النضير قد كتبوا بينهم كتابا و عهدا و ميثاقا فتراضوا [1] به،و الآن في قدومك يريدون نقضه،و قد رضوا بحكمك فيهم،فلا تنقض عليهم كتابهم و شرطهم،فإن بني النضير لهم القوّة و السلاح و الكراع [2]،و نحن نخاف الغوائل و الدوائر [3].

فاغتم لذلك رسول اللّه(صلّى اللّه عليه و آله)،و لم يجبه بشيء،فنزل عليه جبرئيل بهذه الآيات: يٰا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاٰ يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسٰارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قٰالُوا آمَنّٰا بِأَفْوٰاهِهِمْ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَ مِنَ الَّذِينَ هٰادُوا يعني اليهود. سَمّٰاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمّٰاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوٰاضِعِهِ يعني عبد اللّه بن أبي و بني النضير يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هٰذٰا فَخُذُوهُ وَ إِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا يعني عبد اللّه بن أبي حيث قال لبني النضير:إن لم يحكم لكم بما تريدون فلا تقبلوا وَ مَنْ يُرِدِ اللّٰهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّٰهِ شَيْئاً أُولٰئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّٰهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيٰا خِزْيٌ وَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذٰابٌ عَظِيمٌ* سَمّٰاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكّٰالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِنْ جٰاؤُكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَ إِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئاً وَ إِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللّٰهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إلى قوله: وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمٰا أَنْزَلَ اللّٰهُ فَأُولٰئِكَ هُمُ الْكٰافِرُونَ [4].

قلت:يأتي إن شاء اللّه تعالى في قوله تعالى: قُلْ فَلِلّٰهِ الْحُجَّةُ الْبٰالِغَةُ من سورة الأنعام حديث المفضل بن عمر،عن الصادق [5](عليه السلام)،و في الحديث تفسير قوله(تعالى): يٰا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاٰ يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسٰارِعُونَ فِي الْكُفْرِ الآية.

99-/3098 _2- الطَّبْرِسِيُّ،قَالَ:سَبَبُ نُزُولِ الْآيَةِ:قَالَ الْبَاقِرُ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ): «إِنَّ امْرَأَةً مِنْ خَيْبَرَ ذَاتَ شَرَفٍ بَيْنَهُمْ زَنَتْ مَعَ رَجُلٍ مِنْ أَشْرَافِهِمْ،وَ هُمَا مُحْصَنَانِ،فَكَرِهُوا رَجْمَهُمَا،فَأَرْسَلُوا إِلَى يَهُودِ الْمَدِينَةِ،وَ كَتَبُوا إِلَيْهِمْ أَنْ يَسْأَلُوا النَّبِيَّ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)عَنْ ذَلِكَ،طَمَعاً فِي أَنْ يَأْتِيَ لَهُمْ بِرُخْصَةٍ،فَانْطَلَقَ قَوْمٌ مِنْهُمْ،كَعْبُ بْنُ الْأَشْرَفِ،وَ كَعْبُ بْنُ أَسِيدٍ [6] وَ شُعْبَةُ بْنُ عُمَرَ وَ مَالِكُ بْنُ الصَّيْفِ،وَ كِنَانَةُ بْنُ أَبِي الْحَقِيقِ وَ غَيْرُهُمْ،فَقَالُوا:يَا مُحَمَّدُ،أَخْبِرْنَا عَنِ الزَّانِي وَ الزَّانِيَةِ إِذَا أُحْصِنَا،مَا حَدُّهُمَا؟ قَالَ:وَ هَلْ تَرْضَوْنَ بِقَضَائِي فِي ذَلِكَ؟فَقَالُوا:نَعَمْ.فَنَزَلَ جَبْرَئِيلُ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)بِالرَّجْمِ،فَأَخْبَرَهُمْ بِذَلِكَ،فَأَبَوْا أَنْ يَأْخُذُوا بِهِ،فَقَالَ جَبْرَئِيلُ:اِجْعَلْ بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُمُ ابْنَ صُورِيَا.وَ وَصَفَهُ لَهُ،فَقَالَ النَّبِيُّ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ):هَلْ تَعْرِفُونَ شَابّاً


_2) -مجمع البيان 3:299.

[1] في المصدر:و عهدا وثيقا تراضوا.

[2] الكراع:هو اسم يجمع الخيل و السلاح.«لسان العرب 8:308».

[3] الغوائل و الدوائر:الدواهي و النوائب من صروف الدهر.

[4] المائدة 5:44.

[5] يأتي في الحديث(5)من تفسير الآيات(146-151)من سورة الأنعام.

[6] في سيرة ابن هشام 2:162 و مواضع اخرى:كعب بن أسد.و عدّه من أعداء رسول اللّه(صلّى اللّه عليه و آله)من بني قريظة،و قال:و هو صاحب عقد بني قريظة الذي نقض عام الأحزاب.

اسم الکتاب : البرهان في تفسير القرآن المؤلف : البحراني، السيد هاشم    الجزء : 2  صفحة : 299
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست