فَلَيْسَ لَهُ أَنْ يَدَعَ شَيْئاً مِنْ وَجْهِهِ إِلاَّ غَسَلَهُ،وَ أَمَرَ بِغَسْلِ الْيَدَيْنِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ،فَلَيْسَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَدَعَ مِنْ يَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ شَيْئاً إِلاَّ غَسَلَهُ،لِأَنَّ اللَّهَ يَقُولُ: فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَ أَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرٰافِقِ ثُمَّ قَالَ:
وَ امْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَ أَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ فَإِذَا مَسَحَ بِشَيْءٍ مِنْ رَأْسِهِ،أَوْ بِشَيْءٍ مِنْ قَدَمَيْهِ مَا بَيْنَ أَطْرَافِ الْكَعْبَيْنِ إِلَى أَطْرَافِ الْأَصَابِعِ فَقَدْ أَجْزَأَهُ».
قَالاَ:قُلْنَا:أَصْلَحَكَ اللَّهُ،أَيْنَ الْكَعْبَانِ؟قَالَ:«هَاهُنَا».يَعْنِي الْمَفْصِلَ دُونَ عَظْمِ السَّاقِ.
فَقُلْنَا:هَذَا مَا هُوَ؟قَالَ:«مِنْ عَظْمِ السَّاقِ،وَ الْكَعْبُ أَسْفَلُ مِنْ ذَلِكَ».
فَقُلْنَا:أَصْلَحَكَ اللَّهُ،فَالْغُرْفَةُ الْوَاحِدَةُ تُجْزِي الْوَجْهَ،وَ غُرْفَةٌ لِلذِّرَاعِ؟قَالَ:«نَعَمْ،إِذَا بَالَغْتَ فِيهِمَا،وَ الثِّنْتَانِ تَأْتِيَانِ عَلَى ذَلِكَ كُلِّهِ».
99-/2984 _15- عَنْ زُرَارَةَ،قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ):أَخْبِرْنِي عَنْ حَدِّ الْوَجْهِ الَّذِي يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُوَضَّأَ، الَّذِي قَالَ اللَّهُ.
فَقَالَ:«الْوَجْهُ الَّذِي أَمَرَ اللَّهُ بِغَسْلِهِ،الَّذِي لاَ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَزِيدَ عَلَيْهِ وَ لاَ يَنْقُصَ مِنْهُ،إِنْ زَادَ عَلَيْهِ لَمْ يُؤْجَرْ، وَ إِنْ نَقَصَ مِنْهُ أَثِمَ:مَا دَارَتْ عَلَيْهِ السَّبَّابَةُ وَ الْوُسْطَى وَ الْإِبْهَامُ مِنْ قُصَاصِ الشَّعْرِ إِلَى الذَّقَنِ،وَ مَا جَرَتْ عَلَيْهِ الْإِصْبَعَانِ مِنَ الْوَجْهِ مُسْتَدِيراً،وَ مَا سِوَى ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ الْوَجْهِ».
قُلْتُ:اَلصُّدْغُ لَيْسَ مِنَ الْوَجْهِ؟قَالَ:«لاَ».
قَالَ زُرَارَةُ:فَقُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ):أَ لاَ تُخْبِرُنِي مِنْ أَيْنَ عَلِمْتَ وَ قُلْتَ:إِنَّ الْمَسْحَ بِبَعْضِ الرَّأْسِ وَ بَعْضِ الرِّجْلَيْنِ؟فَضَحِكَ،وَ قَالَ:«يَا زُرَارَةُ،قَالَ رَسُولُ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)،وَ قَدْ نَزَلَ بِهِ الْكِتَابُ مِنَ اللَّهِ،لِأَنَّ اللَّهَ قَالَ:
فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ فَعَرَفْنَا أَنَّ الْوَجْهَ كُلَّهُ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُغْسَلَ.ثُمَّ قَالَ: وَ أَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرٰافِقِ فَوَصَلَ الْيَدَيْنِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ بِالْوَجْهِ،فَعَرَفْنَا أَنَّهُمَا يَنْبَغِي أَنْ يُغْسَلاَ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ،ثُمَّ فَصَّلَ بَيْنَ الْكَلاَمِ،فَقَالَ: وَ امْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ فَعَلِمْنَا حِينَ قَالَ: بِرُؤُسِكُمْ أَنَّ الْمَسْحَ بِبَعْضِ الرَّأْسِ لِمَكَانِ الْبَاءِ،ثُمَّ وَصَلَ الرِّجْلَيْنِ بِالرَّأْسِ كَمَا وَصَلَ الْيَدَيْنِ بِالْوَجْهِ،فَقَالَ: وَ أَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ فَعَرَفْنَا حِينَ وَصَلَهُمَا بِالرَّأْسِ أَنَّ الْمَسْحَ عَلَى بَعْضِهِمَا،ثُمَّ فَسَّرَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)لِلنَّاسِ فَضَيَّعُوهُ.
ثُمَّ قَالَ: فَلَمْ تَجِدُوا مٰاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ ثُمَّ وَصَلَ بِهَا وَ أَيْدِيَكُمْ فَلَمَّا وَضَعَ الْوُضُوءَ عَمَّنْ لَمْ يَجِدِ الْمَاءَ،أَثْبَتَ بَعْضَ الْغَسْلِ مَسْحاً،لِأَنَّهُ قَالَ: وُجُوهَكُمْ ثُمَّ قَالَ: مِنْهُ أَيْ مِنْ ذَلِكَ التَّيَمُّمِ،لِأَنَّهُ عَلِمَ أَنَّ ذَلِكَ أَجْمَعَ لاَ يَجْرِي عَلَى الْوَجْهِ،لِأَنَّهُ يَعْلَقُ مِنْ ذَلِكَ الصَّعِيدِ بِبَعْضِ الْكَفِّ،وَ لاَ يَعْلَقُ بِبَعْضِهَا».
99-/2985 _16- عَنْ زُرَارَةَ،عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)،قَالَ: قُلْتُ:كَيْفَ يُمْسَحُ الرَّأْسُ؟قَالَ:«إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: