إِبْرَاهِيمُ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)رَجُلاً غَيُوراً،وَ كَانَ إِذَا خَرَجَ فِي حَاجَةٍ أَغْلَقَ بَابَهُ وَ أَخَذَ مِفْتَاحَهُ مَعَهُ،فَخَرَجَ ذَاتَ يَوْمٍ فِي حَاجَةٍ وَ أَغْلَقَ بَابَهُ،ثُمَّ رَجَعَ فَفَتَحَ بَابَهُ،فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَائِمٍ كَأَحْسَنِ مَا يَكُونُ مِنَ الرِّجَالِ فَأَخَذَهُ،فَقَالَ:يَا عَبْدَ اللَّهِ،مَا أَدْخَلَكَ دَارِي؟فَقَالَ:رَبُّهَا أَدْخَلَنِيهَا.فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ:رَبُّهَا أَحَقُّ بِهَا مِنِّي،فَمَنْ أَنْتَ؟قَالَ:أَنَا مَلَكُ الْمَوْتِ،قَالَ:فَفَزِعَ إِبْرَاهِيمُ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)وَ قَالَ:جِئْتَنِي لِتَسْلُبَنِي رُوحِي؟فَقَالَ:لاَ،وَ لَكِنَّ اللَّهَ اتَّخَذَ عَبْداً خَلِيلاً فَجِئْتُهُ بِبِشَارَةٍ.فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ:
فَمَنْ هَذَا الْعَبْدُ لَعَلِّي أَخْدُمُهُ حَتَّى أَمُوتَ؟فَقَالَ:أَنْتَ هُوَ.قَالَ:فَدَخَلَ عَلَى سَارَةَ،فَقَالَ:إِنَّ اللَّهَ اتَّخَذَنِي خَلِيلاً».
99-/2765 _8- الْإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِيُّ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)،قَالَ:«قَالَ الصَّادِقُ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ): لَقَدْ حَدَّثَنِي أَبِي الْبَاقِرُ،عَنْ جَدِّي عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ زَيْنِ الْعَابِدِينَ،عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ سَيِّدِ الشُّهَدَاءِ،عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ(صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ)،عَنِ النَّبِيِّ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)،وَ قَدْ قَالَ رَجُلٌ مِنَ النَّصَارَى:يَا مُحَمَّدُ،أَ وَ لَسْتُمْ تَقُولُونَ:إِنَّ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلُ اللَّهِ،فَإِذَا قُلْتُمْ ذَلِكَ فَلِمَ مَنَعْتُمُونَا أَنْ نَقُولَ:إِنَّ عِيسَى ابْنُ اللَّهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ):إِنَّهُمَا لَمْ يَشْتَبِهَا،لِأَنَّ قَوْلَنَا:إِنَّ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلُ اللَّهِ،فَإِنَّمَا هُوَ مُشْتَقٌّ مِنَ الْخُلَّةِ وَ الْخَلَّةِ،فَأَمَّا الْخَلَّةُ فَمَعْنَاهَا الْفَقْرُ وَ الْفَاقَةُ،فَقَدْ كَانَ خَلِيلاً وَ إِلَى رَبِّهِ فَقِيراً،وَ إِلَيْهِ مُنْقَطِعاً،وَ عَنْ غَيْرِهِ مُتَعَفِّفاً مُعْرِضاً مُسْتَغْنِياً،وَ ذَلِكَ لَمَّا أُرِيدَ قَذْفُهُ فِي النَّارِ فَرُمِيَ بِهِ فِي الْمَنْجَنِيقِ،بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ جَبْرَئِيلَ،وَ قَالَ لَهُ:أَدْرِكْ عَبْدِي.
فَجَاءَهُ فَلَقِيَهُ فِي الْهَوَاءِ،فَقَالَ لَهُ:كَلِّفْنِي مَا بَدَا لَكَ،فَقَدْ بَعَثَنِي اللَّهُ تَعَالَى لِنُصْرَتِكَ.فَقَالَ:بَلْ حَسْبِيَ اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ، إِنِّي لاَ أَسَالُ غَيْرَهُ،وَ لاَ حَاجَةَ لِي إِلاَّ إِلَيْهِ،فَسَمَّاهُ خَلِيلَهُ،أَيْ فَقِيرَهُ وَ مُحْتَاجَهُ وَ الْمُنْقَطِعَ إِلَيْهِ عَمَّنْ سِوَاهُ.
وَ إِذَا جُعِلَ مَعْنَى ذَلِكَ مِنَ الْخُلَّةِ،فَهُوَ أَنَّهُ قَدْ تَخَلَّلَ مَعَانِيَهُ وَ وَقَفَ عَلَى أَسْرَارٍ لَمْ يَقِفْ عَلَيْهَا غَيْرُهُ،كَانَ مَعْنَاهُ الْعَالِمُ بِهِ وَ بِأُمُورِهِ،وَ لاَ يُوجِبُ ذَلِكَ تَشْبِيهَ اللَّهِ بِخَلْقِهِ،أَ لاَ تَرَوْنَ أَنَّهُ إِذَا لَمْ يَنْقَطِعْ إِلَيْهِ لَمْ يَكُنْ خَلِيلَهُ،وَ إِذَا لَمْ يَعْلَمْ أُمُورَهُ [1] لَمْ يَكُنْ خَلِيلَهُ،وَ أَنَّ مَنْ يَلِدْهُ الرَّجُلُ،وَ إِنْ أَهَانَهُ وَ أَقْصَاهُ،لَمْ يَخْرُجْ عَنْ أَنْ يَكُونَ وَلَدَهُ لِأَنَّ مَعْنَى الْوِلاَدَةِ قَائِمٌ».
قوله تعالى:
وَ يَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسٰاءِ قُلِ اللّٰهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَ مٰا يُتْلىٰ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتٰابِ فِي يَتٰامَى النِّسٰاءِ اللاّٰتِي لاٰ تُؤْتُونَهُنَّ مٰا كُتِبَ لَهُنَّ وَ تَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ[127] /2766 _1-علي بن إبراهيم،قال:قوله تعالى: وَ إِنْ خِفْتُمْ أَلاّٰ تُقْسِطُوا فِي الْيَتٰامىٰ فَانْكِحُوا مٰا طٰابَ لَكُمْ مِنَ
[1] في المصدر:بأسراره.