اسم الکتاب : الوافي المؤلف : الفيض الكاشاني الجزء : 26 صفحة : 282
قال صاحب التحف [1]: و روي أنه عليه السلاممر برجل من أهل السواد،
ذميم المنظر، فسلم عليه و نزل عنده و حادثة طويلا، ثم عرض عليه نفسه في القيام
بحاجة إن عرضت له، فقال له: يا ابن رسول اللَّه أ تنزل إلى هذا ثم تسأله عن حوائجه
و هو إليك أحوج فقال" عبد من عبيد اللَّه و أخ في كتاب اللَّه و جار في بلاد
اللَّه يجمعنا و إياه خير الآباء آدم و أفضل الأديان الإسلام و لعل الدهر يرد من
حاجتنا إليه، فيرانا- بعد الزهو عليه- متواضعين بين يديه".
و من مواعظ أبي الحسن الرضا عليه السلام ما رواه في تحف العقول [2] عنه
عليه السلام أنه قال"ليس العبادة كثرة الصيام و الصلاة، و إنما العبادة كثرة التفكر في
أمر اللَّه" و قال" إذا أراد اللَّه أمرا سلب العباد عقولهم (فأنفذ أمره
و تمت إرادته)[3]،فإذا أنفذ أمره و تمت إرادته رد إلى كل ذي عقل عقله، فيقول: كيف ذا
و من أين ذا" و قال" الصمت باب من أبواب الحكمة، إن الصمت يكسب المحبة،
إنه دليل على كل خير" و قال عليه السلام" ما من شيء من الفضول إلا و هو
يحتاج إليه الفضول من الكلام" و قال" الأخ الأكبر بمنزلة الأب" و
سئل عن السفلة فقال" من كان له شيء يلهيه عن اللَّه" و قال" لا
يتم عقل امرئ مسلم حتى تكون فيه عشر خصال: الخير منه مأمول، و الشر منه مأمون،
يستقل كثير الخير من نفسه، و يستكثر قليل الخير من غيره، لا يسأم من طلب الحوائج
إليه، و لا يمل من طلب العلم طول دهره، الفقر في اللَّه أحب إليه من الغنى، و الذل
في اللَّه أحب إليه من العز في عدوه، و الخمول أشهى إليه من الشهرة" ثم
قال" العاشرة و ما العاشرة" قيل له ما هي