اسم الکتاب : الوافي المؤلف : الفيض الكاشاني الجزء : 21 صفحة : 108
- فإن
كان لعدم صحّة نكاح أم كلثوم بعمر فقد عرفت إنّه صحيح بمقتضى فقه الشيعة
الإماميّة، و إن كان لاستبعاد ذلك من أمير المؤمنين عليه السلام مع ما جرى بينهم
في مبدإ الخلافة، فهو أيضا غير مقبول مع ما نعلم من عليّ عليه السلام من المسامحة
و الإغماض مع أعدائه و العفو عن منابذيه و وصّى بابن ملجم خيرا بعد الضربة، عفى عن
مروان بن الحكم بعد حرب الجمل بعد أن أسروه مع كمال عداوته، و عفا عن عمرو بن
العاص في صفّين و أغمض عنه النظر و عفى عن الأشعث بن قيس و غيرهم، كما عفى النبيّ
صلّى اللّه عليه و آله عن الطّلقاء خصوصا عن أبي سفيان و هند قاتلي عمّه، و إنّما
يستبعد مثله من ساير الناس لأنّه إذا جرى بينهم أقل من ذلك منعهم من المزاوجة و
المراودة، و نعلم أنّه لم يكن عليّ عليه السلام يراعي إلّا مصالح الدّين، فإذا رأى
المصلحة في تزويج أم كلثوم بعمر، و كان في الشرع جائزا لم يكن يمتنع منه لتلك
الضغائن، و كان واضع هذا الخبر قاس عليّا عليه السلام بسائر أفراد الناس فاخترع
هذه الخرافة التي تضحك منها الثّكلى و ليس هذه الرجال الذين أسند بعضهم عن بعض
إلّا أسماء مخترعة لم يكن قط بإزائها أشخاص في الخارج، فمن هو جذعان بن نصر و
محمّد بن أبي سعدة و محمّد بن حمويه و أبو عبد اللّه الرنيني، و لم يذكرهم أحد
ممّن ذكر الرجال و لا يعرفهم أحد من العلماء و ليس أسماؤهم في فهرست مؤلّفي الكتب
إلّا عمر بن أذينة و هو من الرجال المشهورين، أمّا غيره فالصحيح أنّهم موجودات
وهميّة اخترعه أحدهم لئلّا يكون الخبر مجرّدا عن الإسناد.
و ذكر بعض مشاهير أهل
الحديث لا أحبّ ذكر اسمه شيئا أفحش و أشنع ممّا روي في هذا الخبر و هو إنّ نكاح
أمّ كلثوم لم يكن صحيحا في ظاهر الشرع أيضا و لكنّه وقع للتقيّة و الاضطرار فإنّ
كثيرا من المحرّمات تنقلب عند الضرورة أحكامها، إلى آخر ما قال و أنا لا أرضى بأن
أنسب الزّنا إلى ذرّيّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لا للتقيّة و لا للضرورة
و إن لزم منه كفر جميع المسلمين و إيمان جميع الكفّار. و أيضا-
اسم الکتاب : الوافي المؤلف : الفيض الكاشاني الجزء : 21 صفحة : 108