: أخبرني محمد
بن زكريا الصحّاف، قال: حدّثنا قعنب بن محرز، قال: حدثنا الهيثم بن عديّ، عن ابن
عيّاش [1]، عن المغيرة بن المنتشر، قال:
إنّا عند [2]
عبيد اللّه بن زياد، و عنده الأحنف [بن قيس] [3] و حارثة بن بدر، و كان حارثة
يتّهم بالشراب. فقال له عبيد اللّه: يا حارثة، أيّ الشراب أطيب؟ قال: برّة طبريّة
[4]؛ بأقطة عنزيّة، بسمنة عربيّة، بسكرة سوسيّة [5]. فتبسّم عبيد اللّه، ثم قال
للأحنف: يا أبا بحر، أيّ الشّراب أطيب؟ قال: الخمر. فقال له عبيد اللّه: و ما
يدريك و لست [6] من أهلها؟ قال: من يستحلّها لا يعدوها إلى غيرها، و من يحرّمها
يتأوّل فيها حتى يشربها. قال: فضحك عبيد اللّه.
هو و رجل
أجاز له بيتا
: أخبرني أحمد
بن محمد أبو الحسن الأسدي [7] و عمرو بن عبد اللّه العتكي، قالا: حدّثنا الرياشيّ.
و قال العتكي في خبره: «عن أبي عبيدة»، و لم يقله الأسديّ و لا تجاوز الرياشيّ به:
إن حارثة كان
بكوار [8] من أردشير [9] خره [يتنزه] [10] فقال:
ثم قال لجند
كانوا معه: من أجاز هذا البيت فله حكمه. فقال له رجل منهم: أنا أجيزه على أن تجعل
لي الأمان من غضبك، و تجعلني رسولك إلى البصرة، و تطلب لي القفل [12] من الأمير.
قال: ذلك لك. قال: ثم رد عليه نشيد البيت، فقال الرجل:
مقيما يشرب الصّهباء صرفا
إذا ما قلت تصرعه استدارا
فقال له حارثة:
لك شرطك، و لو كنت قلت لنا شيئا يسرنا لسررناك.
طلب منه
الأبيرد ثوبين فأعطاه ما لم يرضه فهجاه
: كتب إليّ أبو
خليفة الفضل بن الحباب، أخبرنا محمد بن سلّام، قال: قدم الأبيرد الرّياحيّ على
حارثة بن بدر