responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 8  صفحة : 511

فربّ نصيح الجيب ردّ انتصاحه‌

عليه بلا ذنب و عوجل بالشّتم [1]

فقال له حارثة: لقد قلت فأحسنت، و نصحت فبالغت [2]، جزيت الخير أبا زنيم [3]. فلما رجع إلى منزله، أتاه ندماؤه فذكر لهم ما قال ابن زنيم، فقالوا: و اللّه ما نرى ذلك إلا حسدا [4]. ثم قال حارثة بن بدر لابن زنيم:

يعيب عليّ الرّاح من لو يذوقها

لجنّ بها حتى يغيّب في القبر

فدعها [5] أو امدحها فإنّا نحبّها

صراحا كما أغراك ربّك بالهجر [6]

علام تذمّ الرّاح و الرّاح كاسمها

تريح الفتى من همّه آخر الدّهر

فلمني فإن اللّوم فيها يزيدني‌

غراما بها إن الملامة قد تغرى‌

و باللّه أولي صادقا لو شربتها

لأقصرت عن عذلي و ملت إلى عذري [7]

/ و إن شئت [8] جرّبها و ذقها عتيقة

لها أرج كالمسك محمودة الخبر

فإن أنت لم تخلع عذارك فالحني‌

و قل لي لحاك اللّه من عاجز غمر

و قبلك ما قد لامني في اصطباحها

و في شربها [9] بدر فأعرضت عن بدر

و حاسيتها قوما [10] كأنّ وجوههم‌

دنانير في اللأواء و الزّمن النّكر

فدعني من التّعذل فيها فإنني‌

خلقت أبيّا لا ألين على القسر

أجود و أعطي المنفسات تبرّعا

و أغلي بها عند اليسارة و العسر

و أشربها حتى أخّر مجدّلا

معتّقة صهباء طيّبة النّشر

و لو لا النّهى لم أصح ما عشت ساعة

و لكنني نهنهت نفسي عن الهجر

فقصّرت عنها بعد طول لجاجة

و حبّ لها في سرّ أمري و في الهجر [11]

و حقّ لمثلي أن يكفّ عن الخنى‌

و يقصر عن بعض الغواية و النّكر [12]

هو و ابن زياد في خراج نيسابور

: أخبرني الحسين [13] بن يحيى، عن حمّاد عن أبيه، عن أبي عبيدة:

أن عبيد اللّه بن زياد استعمل حارثة بن بدر على نيسابور [14] فغاب عنه أشهرا، ثم قدم فدخل عليه، فقال له: ما جاء بك و لم أكتب إليك؟ قال: استنظفت خراجك [15] و جئت به و ليس لي [بها] [16] عمل، فما مقامي؟ قال: أو بذلك‌


[1] نصيح الجيب: أمين.

[2] س: «فما بلغت».

[3] أ: «يا زنيم».

[4] أ، ب: «فقالوا: ما أراد إلّا تبكيتك. قال: و أنا و اللّه أرى ذلك».

[5] أ، ب: «فعبها».

[6] صراح، بضم الصاد: صرفة غير ممزوجة.

[7] أولى صادقا: أحلف صادقا.

[8] أ، ب: «فإن شئت».

[9] أ، ب: «و في إدمانها».

[10] و حاسيتها قوما: شربتها معهم.

[11] أ: «في سر أمري و الجهر».

[12] أ، ب: «و السكر».

[13] ب: «الحسن».

[14] ب: «هل جند نيسابور».

[15] استنطفت خراجك: استوفيته.

[16] تكملة من أ، ب.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 8  صفحة : 511
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست