responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 8  صفحة : 509

أنس ابن زياد به و قصة ذلك‌

: أخبرني [1] محمد بن يحيى، قال: حدّثنا محمد بن زكريا، قال: حدّثنا محمد ابن معاوية الزيادي، عن القحذمي، قال:

كان حارثة بن بدر فصيحا بليغا عارفا بأخبار الناس و أيامهم، حلوا شاعرا ذا فكاهة، فكان زياد يأنس به طول حياته، فلما مات و ولي عبيد اللّه ابنه، كان يجفوه، فدخل إليه في جمهور الناس، فجلس متواريا منه حتى خفّ الناس، ثم قام فأذكره بحقوقه على زياد و أنسه به. فقال له: ما أعرفني بما قلت! غير أنّ أبي كان قد عرفه الناس و عرفوا سيرته، فلم يكن يلصق به من أهل الرّيبة مثل ما يلحقني، مع الشباب و قرب العهد بالإمارة، فأما إن قلت ما قلت فاختر مجالستي إن شئت ليلا و إن شئت نهارا. فقال: الليل أحبّ إليّ. فكان يدعوه ليلا فيسامره، فلما عرفه استحلاه، فغلب عليه ليله و نهاره حتى كان يغيب فيبعث من يحضره، فجاءه ليلة و بوجهه آثار، فقال له: ما هذا يا حار؟ قال:/ ركبت فرسي الأشقر [2] فلجّج بي مضيقا [3] فسحجني. قال: لكنك لو ركبت أحد الأشهبين لم يصبك شي‌ء من هذا. يعني: اللبن و الماء [3].

طلاقه لزوجته و حسرته عليها

: أخبرني محمد بن يحيى، قال: أنبأنا محمد بن زكريا، قال: أنبأنا محمد ابن معاوية الزيادي، عن القحذمي، عن عمه، قال:

خرج حارثة بن بدر إلى سلّم بن زياد بخراسان فأوصى رجلا من غدانة أن يتعاهد امرأته الشّماء و يقوم بأمرها، فكان الغدانيّ يأتيها فيتحدث عندها و يطيل، حتى أحبّها و صبا بها، فكتب إلى حارثة يخبره أنها فسدت عليه و تغيّرت، و يشير عليه بفراقها، و يقول له: إنها قد فضحتك من تلعّب الرجال بها. فكتب إليها بطلاقها، و كتب في آخر كتابه:

أ لا آذنا شمّاء بالبين إنه‌

أبى أود الشمّاء أن يتقوّما

قال: فلما طلّقها و قضت عدّتها، خطبها الغدانيّ فتزوجها، و كان حارثة شديد الحبّ لها، و بلغه ذلك، و ما صنعت، فقال:

لعمرك ما فارقت شمّاء عن قلى‌

و لكن أطلت النّأي عنها فملّت‌

مقيما بمرورّوذ لا أنا قافل‌

إليها و لا تدنو إذا هي حلّت‌

رثاء زوجته له‌

: أخبرني محمد بن يحيى، قال: أنبأنا محمد بن زكريا، قال: أنبأنا مهدي بن سابق، قال: أنبأنا عطاء، عن عاصم بن الحدثان، قال:


[1] هذا الخبر و الأخبار الثلاثة بعده ساقطة من أ، ب.

[2] يعني: الخمر.

[3] لجج: إذا خاض لجة.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 8  صفحة : 509
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست