: أخبرني [1]
محمد بن يحيى، قال: حدّثنا محمد بن زكريا، قال: حدّثنا محمد ابن معاوية الزيادي،
عن القحذمي، قال:
كان حارثة بن
بدر فصيحا بليغا عارفا بأخبار الناس و أيامهم، حلوا شاعرا ذا فكاهة، فكان زياد
يأنس به طول حياته، فلما مات و ولي عبيد اللّه ابنه، كان يجفوه، فدخل إليه في
جمهور الناس، فجلس متواريا منه حتى خفّ الناس، ثم قام فأذكره بحقوقه على زياد و
أنسه به. فقال له: ما أعرفني بما قلت! غير أنّ أبي كان قد عرفه الناس و عرفوا
سيرته، فلم يكن يلصق به من أهل الرّيبة مثل ما يلحقني، مع الشباب و قرب العهد
بالإمارة، فأما إن قلت ما قلت فاختر مجالستي إن شئت ليلا و إن شئت نهارا. فقال:
الليل أحبّ إليّ. فكان يدعوه ليلا فيسامره، فلما عرفه استحلاه، فغلب عليه ليله و
نهاره حتى كان يغيب فيبعث من يحضره، فجاءه ليلة و بوجهه آثار، فقال له: ما هذا يا
حار؟ قال:/ ركبت فرسي الأشقر [2] فلجّج بي مضيقا [3] فسحجني. قال: لكنك لو ركبت
أحد الأشهبين لم يصبك شيء من هذا. يعني: اللبن و الماء [3].
طلاقه لزوجته
و حسرته عليها
: أخبرني محمد
بن يحيى، قال: أنبأنا محمد بن زكريا، قال: أنبأنا محمد ابن معاوية الزيادي، عن
القحذمي، عن عمه، قال:
خرج حارثة بن
بدر إلى سلّم بن زياد بخراسان فأوصى رجلا من غدانة أن يتعاهد امرأته الشّماء و
يقوم بأمرها، فكان الغدانيّ يأتيها فيتحدث عندها و يطيل، حتى أحبّها و صبا بها،
فكتب إلى حارثة يخبره أنها فسدت عليه و تغيّرت، و يشير عليه بفراقها، و يقول له:
إنها قد فضحتك من تلعّب الرجال بها. فكتب إليها بطلاقها، و كتب في آخر كتابه:
أ لا آذنا شمّاء بالبين إنه
أبى أود الشمّاء أن يتقوّما
قال: فلما
طلّقها و قضت عدّتها، خطبها الغدانيّ فتزوجها، و كان حارثة شديد الحبّ لها، و بلغه
ذلك، و ما صنعت، فقال:
لعمرك ما فارقت شمّاء عن قلى
و لكن أطلت النّأي عنها فملّت
مقيما بمرورّوذ لا أنا قافل
إليها و لا تدنو إذا هي حلّت
رثاء زوجته
له
: أخبرني محمد
بن يحيى، قال: أنبأنا محمد بن زكريا، قال: أنبأنا مهدي بن سابق، قال: أنبأنا عطاء،
عن عاصم بن الحدثان، قال:
[1]
هذا الخبر و الأخبار الثلاثة بعده ساقطة من أ، ب.