سيّدكم.
فقالوا: من [1] سيدنا غيرك؟ قال: حارثة بن بدر. قال: و قدم حارثة من الأهواز بمال
كثير فبلغه ما قال الأحنف، فقال: اغرمنيها و اللّه ابن الزّافريّة! ثم أتاهم كأنه
لم يعلم فيما اجتمعوا، [فقال فيم اجتمعتم؟ فأخبروه].
فقال [2]: لا
تلقوا فيهما أحدا [فهما عليّ [2]]، ثم أتى منزله فقال:
: أخبرني أحمد
بن عبيد اللّه بن عمار، قال: حدثنا أحمد بن سليمان بن أبي شيخ عن أبيه، قال:
خرج أصحاب
الحديث [4] إلى سفيان بن عيينة فازدحموا، فقال: لقد هممت ألا أحدثكم شهرا. فقام
إليه شاب من أهل العراق، فقال له: يا أبا محمد، ألن جانبك، و حسّن قولك، و تأسّ
بصالحي سلفك، و أجمل مجالسة جلسائك، فقد أصبحت بقية الناس، و أمينا للّه و رسوله
على العلم، و اللّه إن الرجل ليريد الحجّ فتتعاظمه مشقته حتى يكاد أن يقيم، فيكون
لقاؤه إياك و طمعه فيك أكثر [5] ما يحرّكه عليه. قال: فخضع سفيان [و تواضع [2]] و
رقّ و بكى، ثم تمثّل بقول [6] حارثة:
:/ أخبرني هاشم
بن محمد الخزاعيّ و محمد بن الحسين الكندي، قالا: حدثنا الخليل بن أسد، قال: حدثنا
العمري، عن الهيثم بن عديّ، عن الحسن بن عمارة عن الحكم بن عتيبة [8]:
أن حارثة بن
بدر الغداني كان سعى في الأرض فسادا، فأهدر [9] عليّ ابن أبي طالب عليه السّلام
دمه، فهرب فاستجار [10] بأشراف الناس، فلم يجره أحد، فقيل له: عليك بسعيد بن قيس
الهمدانيّ فلعله [أن [11]] يجيرك. فطلب سعيدا فلم يجده، فجلس في طلبه حتى جاء،
فأخذ بلجام فرسه فقال [12]]: أجرني أجارك اللّه، قال: ويحك، مالك؟
قال: أهدر [13]
أمير المؤمنين دمي. قال: و فيم [ذاك [14]]؟ قال: سعيت في الأرض فسادا. قال: و من
أنت؟ قال:
حارثة بن بدر
الغداني. قال: أقم. و انصرف إلى عليّ عليه السّلام فوجده قائما على المنبر يخطب،
فقال: يا أمير المؤمنين، ما جزاء الّذين يحاربون اللّه و رسوله و يسعون في الأرض
فسادا؟ قال: أن يقتّلوا أو يصلّبوا أو تقطّع أيديهم و أرجلهم من خلاف أو ينفوا من
الأرض. قال: يا أمير المؤمنين، إلّا من؟ قال: إلّا من تاب. قال: فهذا حارثة بن