: أخبرني هاشم
بن محمد الخزاعي، قال: أنبأنا أبو الأسود الخليل بن أسد، قال: أنبأنا العمري عن
العتبي، قال:
أجرى الوليد بن
عبد الملك الخيل و عنده حارثة بن بدر الغداني، و هو حينئذ في ألف و ستمائة من
العطاء، فسبق الوليد، فقال حارثة: هذه فرصة. فقام فهنّاه و دعا له، ثم قال:
فقال له
الوليد: فتشاطرني ذلك: لك مائتان و لي مائتان. فصيّر عطاءه ألفا و ثمانمائة. ثم
أجرى الوليد الخيل [6]، فسبق أيضا، فقال حارثة: هذه فرصة [أخرى [7]]. فقام فهنأه و
دعا له، ثم قال:
و ما احتجب الألفان إلّا بهيّن
هما الآن أدنى منهما قبل ذالكا
فجد بهما تفديك نفسي فإنني
معلّق آمالي ببعض حبالكا
فأمر الوليد له
بالمائتين، فانصرف و عطاؤه ألفان.
شهادة زياد
له بالبيان
: أخبرني [8]
محمد بن يحيى، أنبأنا محمد بن زكريا، قال: أنبأنا مهدي بن سابق، قال: أنبأنا عبد
الرحمن بن شبيب بن شيبة، عن أبيه، قال:
قال زياد يوما
لحارثة بن بدر: من أخطب الناس، أنا أو أنت؟ فقال: الأمير أخطب مني إذا توعّد و
وعد، و أعطى و منع، و برق و رعد، و أنا أخطب منه في الوفادة و في الثناء و
التّحبير، و أنا أكذب إذا خطبت، فأحشو كلامي بزيادة مليحة شهيّة، و الأمير يقصد
إلى الحقّ و ميزان العدل و لا يزيد فيه شعيرة و لا ينقص منه. فقال له زياد: قاتلك