responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 8  صفحة : 475

الأبيات. فبكى ثم قال: هذا شعر رجل جائع في جارية طبّاخة مليحة، فقلت له: من أين قلت ذاك؟ قال: لأنه بدأ فقال:

قلبي إلى ما ضرّني داعي‌

و كذلك الإنسان يدعوه قلبه و شهوته إلى ما يضرّه من الطّعام و الشّراب فيأكله، فتكثر علله و أوجاعه، و هذا تعريض، ثم صرّح فقال:

كيف احتراسي من عدوّي إذا

كان عدوّي بين أضلاعي‌

و ليس للإنسان عدوّ بين أضلاعه إلّا معدته، فهي تتلف ماله، و هي سبب أسقامه، و هي مفتاح كلّ بلاء عليه، ثم قال:

إن دام لي هجرك يا مالكي‌

أوشك أن ينعاني النّاعي‌

فعلمت أنّ الطبّاخة كانت صديقته، و أنها هجرته ففقدها و فقد الطّعام، فلو دام ذلك عليه لمات جوعا و نعاه النّاعي.

تمثل الحسن بن وهب بشعره في حادثة له مع بنان‌

: و حدّثني الصّوليّ قال حدّثني محمد بن عيسى قال:

جاء عبد اللّه بن العبّاس بن الفضل بن الرّبيع إلى الحسن بن وهب، و عنده بنان جارية محمد بن حمّاد، و هي نائمة سكرى و هو يبكي عندها. فقال له: مالك؟ قال: قد كنت نائما فجاءتني فأنبهتني و قالت: اجلس حتى تشرب فجلست، فو اللّه ما غنّت/ عشرة أصوات حتى نامت و ما شربت إلّا قليلا، فذكرت قول أشعر الناس و أظرفهم، العبّاس بن الأحنف.

صوت‌

أبكى الذين أذاقوني مودّتهم‌

حتى إذا أيقظوني للهوى رقدوا

فأنا أبكي و أنشد هذا البيت.

كلام ابنه إبراهيم في مدح شعر له و بلاغته و إنشاده له‌

: و حدّثني الصّوليّ قال حدّثني القاسم بن إسماعيل قال:

سمعت إبراهيم بن العبّاس يقول: ما رأيت كلاما محدثا أجزل في رقّة، و لا أصعب في سهولة، و لا أبلغ في إيجاز، من قول العباس بن الأحنف:

تعالي تجدّد دارس العهد بيننا

كلانا على طول الجفاء ملوم‌

قال الصّوليّ: و وجدت بخطّ عبد اللّه بن الحسن: أنشد أبو محمد الحسن بن مخلد قال: أنشدني إبراهيم بن العباس بن الأحنف:

صوت‌

إن قال لم يفعل و إن سيل لم‌

يبذل و إن عوتب لم يعتب‌

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 8  صفحة : 475
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست