responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 8  صفحة : 460

لما اشتراها رسل يزيد و رحلوا بها غنت مشيعيها عند سقاية سليمان بن عبد الملك‌

: أخبرني الحرميّ قال حدّثنا الزّبير قال حدّثنا عبد اللّه بن أبي فروة قال:

قدمت رسل يزيد بن عبد الملك المدينة فاشتروا سلّامة المغنّية من آل رمّانة بعشرين ألف دينار. فلما خرجت من ملك أهلها طلبوا إلى الرّسل أن يتركوها عندهم أيّاما ليجهّزوها بما يشبهها من حليّ و ثياب و طيب و صبغ. فقالت لهم الرسل: هذا كلّه معنا لا حاجة بنا إلى شي‌ء منه، و أمروها بالرّحيل. فخرجت حتى نزلت سقاية سليمان بن عبد الملك و شيّعها الخلق من أهل المدينة، فلما بلغوا السّقاية قالت للرسل: قوم كانوا يغشونني/ و يسلّمون عليّ، و لا بدّ لي من وداعهم و السلام عليهم، فأذن للناس عليها فانقضّوا حتى ملئوا رحبة القصر [1] و وراء ذلك؛ فوقفت بينهم [2] و معها العود، فغنّتهم:

فارقوني و قد علمت يقينا

ما لمن ذلق ميتة من إياب‌

إنّ أهل الحصاب قد تركوني‌

مولعا موزعا بأهل الحصاب‌

أهل بيت تتايعوا [3] للمنايا

ما على الدهر بعدهم من عتاب‌

سكنوا الجزع جزع بيت أبي مو

سى إلى النخل من صفيّ السّباب [4]

كم بذاك الحجون [5] من حيّ صدق‌

و كهول أعفّة و شباب‌

قال عيسى [6]: و كنت في الناس، فلم تزل تردّد هذا الصوت حتى راحت؛ و انتحب الناس بالبكاء عند ركوبها، فما شئت أن أرى باكيا إلّا رأيته.

كلفت الأحوص أن يحتال لدخول الغريض على يزيد حين قدم معه إلى دمشق‌

: أخبرني الحسين بن يحيى عن حمّاد عن أبيه قال:

وجّه يزيد بن عبد الملك إلى الأحوص في القدوم عليه، و كان الغريض معه، فقال له: اخرج معي حتى آخذ لك جائزة أمير المؤمنين و تغنّيه؛ فإنّي لا أحمل إليه شيئا هو أحبّ إليه منك، فخرجا. فلمّا قدم الأحوص على يزيد جلس له و دعا به. فأنشده مدائح فاستحسنها، و خرج من عنده؛ فبعثت إليه سلّامة جارية يزيد بلطف. فأرسل إليها:

إن الغريض عندي قدمت به هديّة إليك. فلمّا جاءها الجواب اشتاقت إلى الغريض و إلى الاستماع منه. فلمّا دعاها أمير المؤمنين تمارضت و بعثت إلى الأحوص: إذا دعاك أمير المؤمنين فاحتل له في أن تذكر له الغريض. فلما دعا يزيد الأحوص قال له يزيد: ويحك يا أحوص! هل سمعت شيئا في طريقك تطرفنا به؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين،


[1] لعله يريد قصر سعيد بن العاص و هو بجوار المدينة. (انظر الكلام عليه في «الأغاني» ج 1 من هذه الطبعة في الكلام على أبي قطيفة).

[2] في «أ، م»: «فوقفت فيهم».

[3] تتابعوا: تهافتوا. (انظر الحاشية رقم 8 ص 321 ج 1 من هذه الطبعة).

[4] صفيّ السباب: موضع بمكة. (انظر الحاشية رقم 3 ص 322).

[5] الحجون: جبل بأعلى مكة عنده مدافن أهلها.

[6] كذا في الأصول. و لم يتقدّم لعيسى ذكر في هذا الخبر.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 8  صفحة : 460
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست