responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 8  صفحة : 452

زاره أمية في احتضاره و قال فيه شعرا

: أخبرني الحرميّ قال حدّثنا الزّبير قال حدّثنا حميد بن حميد قال حدّثني جبّار ابن جابر قال:

دخل أميّة بن أبي الصّلت على عبد اللّه بن جدعان و هو يجود بنفسه؛ فقال له أميّة: كيف تجدك أبا زهير؟ قال:

إني لمدابر (أي/ ذاهب). فقال أميّة:

علم ابن جدعان بن عم

رو أنّه يوما مدابر

و مسافر سفرا بعي

دا لا يئوب به المسافر

فقدوره بفنائه‌

للضيف مترعة زواخر

تبدو الكسور [1] من انضرا [2]

ج الغلي فيها و الكراكر

فكأنهنّ بما حمي

ن و ما شحنّ [3] بها ضرائر

بذّ المعاشر كلّها

بالفضل قد علم المعاشر

و علا علوّ الشمس حتّى‌

ما يفاخره مفاخر

دانت له أبناء فه

ر من بني كعب و عامر

أنت الجواد ابن الجوا

د بكم ينافر من ينافر

ترك الخمر قبل موته و ذمها بشعر

: أخبرني عليّ بن سليمان الأخفش قال حدّثنا أبو سعيد السّكّريّ قال أخبرني أبو عبد الرحمن الغلابيّ عن الواقديّ عن ابن أبي الزّناد قال:

ما مات أحد من كبراء قريش في الجاهليّة إلّا ترك الخمر استحياء ممّا فيها من الدّنس؛ و لقد عابها ابن جدعان قبل موته فقال:

شربت الخمر حتى قال قومي‌

أ لست عن السّفاة بمستفيق‌

و حتى ما أوسّد في مبيت‌

أنام به سوى التّرب السّحيق‌

و حتى أغلق [4] الحانوت رهني‌

و آنست الهوان من الصديق‌

قال: و كان سبب تركه الخمر أن أميّة بن أبي الصّلت شرب معه فأصبحت عين أميّة مخضّرة يخاف عليها الذّهاب.

فقال له: ما بال عينك؟ فسكت. فلما ألحّ عليه قال له: أنت صاحبها أصبتها البارحة. فقال: أو بلغ منّي الشّراب‌


[1] الكسور: جمع كسر و هو نصف العظم بما عليه من اللحم.

[2] الانضراج: الانفراج. يريد أن القدر إذا غلت و اضطرب ماؤها بان اللحم الموضوع فيها. و الكركرة: كالقهقهة و يعني بها صوت الماء في غليانه.

[3] كذا في أ، م و «شعراء النصرانية». و في سائر الأصول: «و ما شحين».

[4] أغلق الرهن: أستحقه. و الحانوت: الخمار، و الحانوت أيضا: دكان الخمار.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 8  صفحة : 452
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست