معبد
عنه غناء كثيرا فنحل الناس بعضه إليه [1]، و أهل العلم بالغناء يعرفون ذلك. و زعم
ابن خرداذبه أنّ أمّ محمد/ ابن عمرو الواقديّ القاضي المحدّث بنت عيسى بن جعفر بن
سائب خاثر.
هو أول من
غنى بالعربية الغناء الثقيل
: و قال ابن الكلبيّ:
سائب خاثر أوّل من غنّى بالعربيّة الغناء الثقيل؛ و أوّل لحن صنعه منه:
لمن الدّيار رسومها قفر
قال: فألفت هذا
الصوت الفروح.
قال و حدّثني
محمد بن يزيد أنّ أوّل صوت صنعه في شعر امرئ القيس:
أ فاطم مهلا بعض هذا التدلّل
و أنّ معبدا
أخذ لحنه فيه فغنّى عليه:
أ من آل ليلى باللّوى متربّع
وفد على
معاوية مع عبد اللّه بن جعفر فسمع منه و أجازه
: أخبرني
الحسين بن يحيى عن حمّاد عن أبيه عن ابن الكلبيّ عن لقيط قال:
وفد عبد اللّه
بن جعفر على معاوية و معه سائب خاثر فوقّع له في حوائجه، ثم عرض عليه حاجة لسائب
خاثر؛ فقال معاوية: من سائب خاثر؟ قال: رجل من أهل المدينة ليثيّ يروي الشعر. قال:
أو كلّ من روى الشعر أراد أن نصله! قال: إنه حسّنه. قال: و إن حسّنه! قال: أ
فأدخله إليك يا أمير المؤمنين؟ قال نعم. قال: فألبسته ممصّرتين [2] إزارا و رداء.
فلما دخل قام على الباب ثم رفع صوته يتغنّى:
لمن الديار رسومها قفر
فالتفت معاوية
إلى عبد اللّه بن جعفر فقال: أشهد لقد حسّنه! فقضى حوائجه و أحسن إليه.
[4] كذا في
ج: و «كتاب المعارف» لابن قتيبة ص 218، و في سائر الأصول: «أبي ذكر» و هو تحريف. و
قد ورد البيت الأخير في «لسان العرب» و «شرح القاموس» (مادة شرق) منسوبا للخيل.