فكلّهم استحسن
الغناء، و ضجّ القوم من حسن ما سمعوا. و يقال: إنهم ما سمعوا غناء قطّ أحسن من
غنائها ذلك الصوت في ذلك اليوم. و دمعت عين عمر حتى جرى الدمع على ثيابه و لحيته.
و إنه ما رئي عمر كذلك في محفل غيره [2] قطّ. ثم أقبلت على ابن سريج فقالت: هات؛
فاندفع يغنّي و رفع صوته بشعر عمر [3]:
غنى ابن سريج
في مجلسها بشعر عمر
:
أ ليست بالتي قالت
لمولاة لها ظهرا
أشيري بالسلام له
إذا هو نحونا نظرا
و قولي في ملاطفة
لزينب نوّلي عمرا
و هذا سحرك النّسوا
ن قد خبّرتني الخبرا
غناء ابن
مسجح
: فسمع من ابن
سريج في هذا اللّحن من الحسن ما يقال إنه ما سمع مثله. ثم قالت لسعيد بن مسجح: هات
يا أبا عثمان؛ فاندفع فغنّى:
[3] في
الأصول ما خلا ج: «و رفع صوته بشعر عمر فقال» بزيادة «فقال».
[4] يقال:
صدر هو و صدر غيره و أصدره. فالثلاثي يتعدى و يلزم.
[5] يريد:
فأعقل عنه. يقال: عقل عنه إذا غرم ما لزمه من دية. و أما عقلته فمعناه دفعت ديته. و
معنى البيت: إن أصابك غرم حبست مالي عليك و احتملت فيه الثقل عنك.
[6] لم أحل:
لم أتغير. و أبزاك خصم، يحتمل أن يكون معناه قهرك و غلبك، من أبزيت بفلان إذا بطشت
به و قهرته. و يجوز أن يكون «أبزي» منقولا بالألف عن بزي يبزي بزى (كفرح). و البزى
هو دخول الظهر و خروج البطن. و يكون المعنى: إن خفض منك خصم