responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 8  صفحة : 369

و قولها للثّريّا و هي باكية [1]

و الدمع منها على الخدّين ذو سنن‌

باللّه قولي له في غير معتبة

ما ذا أردت بطول المكث في اليمن‌

إن كنت حاولت دنيا أو نعمت بها

فما أصبت بترك الحجّ من ثمن‌

فكلّهم استحسن الغناء، و ضجّ القوم من حسن ما سمعوا. و يقال: إنهم ما سمعوا غناء قطّ أحسن من غنائها ذلك الصوت في ذلك اليوم. و دمعت عين عمر حتى جرى الدمع على ثيابه و لحيته. و إنه ما رئي عمر كذلك في محفل غيره [2] قطّ. ثم أقبلت على ابن سريج فقالت: هات؛ فاندفع يغنّي و رفع صوته بشعر عمر [3]:

غنى ابن سريج في مجلسها بشعر عمر

:

أ ليست بالتي قالت‌

لمولاة لها ظهرا

أشيري بالسلام له‌

إذا هو نحونا نظرا

و قولي في ملاطفة

لزينب نوّلي عمرا

و هذا سحرك النّسوا

ن قد خبّرتني الخبرا

غناء ابن مسجح‌

: فسمع من ابن سريج في هذا اللّحن من الحسن ما يقال إنه ما سمع مثله. ثم قالت لسعيد بن مسجح: هات يا أبا عثمان؛ فاندفع فغنّى:

قد قلت قبل البين لمّا خشيته‌

لتعقب ودّا أو لتعلم ما عندي‌

لك الخير هل من مصدر تصدرينه [4]

يريح كما سهّلت لي سبل الورد

فلمّا شكوت الحبّ صدّت كأنّما

شكوت الذي ألقى إلى حجر صلد

تولّت فأبدت غلّة دون نقعها

كما أرصدت من بخلها إذا بدا وجدي‌

غناء معبد

: فاستحسن ذلك منه و برع فيه. ثم قالت: يا معبد هات؛ فغنّى:

أحارب من حاربت من ذي عداوة

و أحبس مالي إن غرمت فأعقل [5]

و إنّي أخوك الدائم العهد لم أحل‌

إن ابزاك [6] خصم أو نبا بك منزل‌


[1] في «الديوان»: «و قولها للثريا يوم ذي خشب».

[2] في ب، س: في محفل و لا غيره «قط» و هو تحريف.

[3] في الأصول ما خلا ج: «و رفع صوته بشعر عمر فقال» بزيادة «فقال».

[4] يقال: صدر هو و صدر غيره و أصدره. فالثلاثي يتعدى و يلزم.

[5] يريد: فأعقل عنه. يقال: عقل عنه إذا غرم ما لزمه من دية. و أما عقلته فمعناه دفعت ديته. و معنى البيت: إن أصابك غرم حبست مالي عليك و احتملت فيه الثقل عنك.

[6] لم أحل: لم أتغير. و أبزاك خصم، يحتمل أن يكون معناه قهرك و غلبك، من أبزيت بفلان إذا بطشت به و قهرته. و يجوز أن يكون «أبزي» منقولا بالألف عن بزي يبزي بزى (كفرح). و البزى هو دخول الظهر و خروج البطن. و يكون المعنى: إن خفض منك خصم‌

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 8  صفحة : 369
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست