أخبرني الحسن
بن عليّ قال حدّثنا عبد اللّه بن عمرو بن أبي سعد قال حدّثنا عليّ بن الصّباح قال:
قال أبو محضة
الأعرابيّ و أنشد هذه الأبيات ليزيد بن الطّثرية: هي و اللّه من مغنج الكلام:
بنفسي من لو مرّ برد بنانه
على كبدي كانت شفاء أنامله
و من هابني في كلّ شيء و هبته
فلا هو يعطيني و لا أنا سائله
و هذه الأبيات
من قصيدته التي قالها في وحشيّة الجرميّة التي مضى ذكرها.
تبعه أعداء
له فترك راحلته و فرّ، و شعره في ذلك
: أخبرني
الحرميّ بن أبي العلاء قال حدّثنا الزّبير بن بكّار قال حدّثتني ظبية قالت:
مرّ يزيد بن
الطّثريّة بأعداء له؛ فأرادوه و هو على راحلته فركضها و ركضوا الإبل على أثره؛
فخشي أن يدركوه و كانت [3] نفسه عنده أوثق من الراحلة، فنزل فسبقهم عدوا، و أدركوا
الراحلة فعقروها. فقال في ذلك:
هاجى فديكا
الجرميّ لأنه عذب وحشية بالنار ليصدّها عنه
: أخبرني يحيى
إجازة عن حمّاد بن إسحاق عن أبيه عن أبي زياد قال:
كان يزيد بن
الطّثريّة يتحدّث إلى نساء فديك بن حنظلة الجرميّ، و منزلهما بالفلج [7] فبلغ ذلك
فديكا فشقّ عليه فزجر نساءه عن ذلك، فأبين إلّا أن يدخل عليهنّ يزيد. فدخل عليهنّ
فديك ذات يوم و قد جمعهنّ جميعا
[3] المراد
من هذه الجملة واضح و هو أن ثقته بنفسه في الجري أكثر من ثقته براحلته، و كان
ينبغي لتأدية هذا المعنى أن يقول: «و كان بنفسه أوثق منه بالراحلة».
[4] كذا في
أكثر الأصول: و في ح «يوم صحرا مذودا». و في ب، س: «يوم صحراء مذودا». و مذوّدا:
ذائدا.