أن
تحمليني على مشروج [1] من أمرك فأركبه، و إما أن تلزّي بكري/ بين قلوصيك. قالت: لو
وقع بكرك بين قلوصيّ لطمرتا [2] به طمرة يتطامن [3] عنقه منها. قال: كلّا! إنه
شديد الوجيف [4]، عارم الوظيف [5]، فغلبها. فلما أتاها القوم قالت لهم: إنه أتاني
رجل لا تمتنع عليه امرأة. فإمّا أن تغمضوا له، و إمّا أن ترحلوا عن مكانكم هذا؛
فرحلوا و ذهبوا. فقال حكيم بن أبي الخلاف السّدريّ في قصيدة له يذكر أنه إنما
ارتحلوا عنهم لأنهم آذوهم بكثرة ما يصنعون بهم:
: قال إسحاق
فأخبرني الفزاريّ: أنّ قوما من بني نمير و قوما من بني جعفر تزاوروا؛ فزار شبّان
من بني جعفر بيوت بني نمير، فقبلوا و حدّثوا، و زار بنو نمير بني جعفر فلم يقبلوا؛
فاستنجدوا ابن الطّثريّة فزار معهم بيوت بني جعفر، فأنشدهنّ و حدّثهنّ فأعجبن به و
اجتمعن إليه من البيوت. فتوعّد [7] بنو جعفر ابن الطّثريّة، فتتاركوا و أمسك بعضهم
عن بعض. فأرسلت أسماء الجعفريّة إلى ابن الطّثريّة أن لا تقطعني، و إن منعت فإنّي
سأتخلّص إلى لقائك.