responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 8  صفحة : 286

قال: و قال جرير أيضا في شأن حدراء:

أ ثائرة حدراء من جرّ بالنّقا

و هل لأبي حدراء في الوتر طالب‌

أ تثأر بسطاما إذا ابتلّت استها

و قد بوّلت في مسمعيه الثعالب [1]

قال ابن سلّام: و النّقا الذي عناه جرير هو الموضع الذي قتلت فيه بنو ضبّة بسطاما، و هو بسطام بن قيس. قال:

فكرهت بنو شيبان أن يهتك جرير أعراضهم. فلما أراد الفرزدق نقل حدراء اعتلّوا عليه و قالوا له إنها ماتت. فقال جرير:

فأقسم ما ماتت و لكنّما التوى‌

بحدراء قوم لم يروك لها أهلا

رأوا أنّ صهر القين عار عليهم‌

و أنّ لبسطام على غالب فضلا

مدح قوما عادوه في مرضه‌

: أخبرني حبيب بن نصر المهلّبيّ قال حدّثنا ابن أبي سعد قال حدّثنا محمد ابن إدريس اليماميّ قال حدّثنا عليّ بن عبد اللّه بن محمد بن مهاجر عن أبيه عن جدّه قال:

دخلنا على جرير في نفر من قريش نعوده في علّته التي مات فيها، فالتفت إلينا فقال:

أهلا و سهلا بقوم زيّنوا حسبي‌

و إن مرضت فهم أهلي و عوّادي‌

إن تجر طير بأمر فيه عافية

أو بالفراق فقد أحسنتم زادي‌

لو أن ليثا أبا شبلين أو عدني‌

لم يسلموني لليث الغابة العادي‌

نعي الفرزدق إليه فشمت به ثم رثاه‌

: أخبرني أبو الحسن الأسديّ قال حدّثنا محمد بن صالح بن النطّاح قال حدّثني أبو جناح أحد بني كعب بن عمرو بن تميم قال:

نعي الفرزدق إلى المهاجر بن عبد اللّه و جرير عنده فقال:

مات الفرزدق بعد ما جدّعته‌

ليت الفرزدق كان عاش قليلا

فقال له المهاجر: بئس لعمر اللّه ما قلت في ابن عمك! أ تهجو ميّتا! أما و اللّه لو رثيته لكنت أكرم العرب و أشعرها.

فقال: إن رأى الأمير أن يكتمها عليّ فإنها سوأة؛ ثم قال من وقته:

فلا وضعت بعد الفرزدق حامل‌

و لا ذات بعل من نفاس تعلت [2]

/ هو الوافد الميمون و الرائق الثأي [3]

إذا النعل يوما بالعشيرة زلّت‌

/ قال: ثم بكى ثم قال: أما و اللّه إنّي لأعلم أنّي قليل البقاء بعده، و لقد كان نجمنا واحدا و كل واحد منا مشغول‌


[1] كناية عن أنه قتل و رمى به فالثعالب تبول عليه.

[2] تعلت المرأة من نفاسها: برئت منه و خرجت.

[3] الثأي: الفتق و الفساد.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 8  صفحة : 286
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست