قال: ثم انصرف.
و جاء جرير فقال: قد رأيت هذا و سمعت ما قال في ابن أخيه؛ و ما ابن أخيه فعل اللّه
به و فعل! قال: و مضى جرير، فو اللّه ما لبثنا إلا جمعا حتى جاءنا جرير فقام مقامه
و نعى ابنه سوادة فقال:
أودى سوادة يجلو مقلتي لحم
باز يصرصر فوق المربأ العالي
فارقتني حين كفّ الدهر من بصري
و حين صرت كعظم الرّمّة البالي
إلّا تكن لك بالدّيرين باكية
فربّ باكية بالرّمل معوال
قالوا نصيبك من أجر فقلت لهم
كيف العزاء و قد فارقت أشبالي
هجا الفرزدق
لزواجه حدراء بنت زيق و جواب الفرزدق له
: أخبرنا أبو
خليفة قال حدّثنا محمد بن سلّام قال حدّثني حاجب بن زيد و أبو الغرّاف قالا:
تزوّج الفرزدق
حدراء بنت زيق بن بسطام بن قيس على حكم أبيها، فاحتكم مائة من الإبل. فدخل على
الحجّاج يسأله ذلك؛ فعذله و قال له: أ تتزوّج امرأة على حكمها!. فقال عنبسة بن
سعيد و أراد نفعه: إنما هي من حواشي إبل الصّدقة، فأمر له الحجّاج بها. فوثب جرير
فقال:
يا زيق قد كنت من شيبان في حسب
يا زيق ويحك من أنكحت يا زيق
/ أنكحت ويحك قينا باسته
حمم
يا زيق ويحك هل بارت بك السّوق
[1]
هكذا في الأصول. و هنا يشعر القارئ بنقص في الكلام لم نوفق لتكملته.
[2] كذا في
ديوان الفرزدق «طبع أوربا». و في الأصول: «بتنا». و هذه الأبيات من قصيدة يرثي بها
الفرزدق محمدا ابن أخيه الذي مات بالشام. و مطلع القصيدة في الديوان: البيت الآتي.
سقى أريحاء
الغيث و هي بغيضة
[3] أريحا:
(بفتح أوله و كسر ثانيه و سكون الياء مقصورا، و قد تحرك ياؤه و يمدّ في الشعر):
مدينة في الغور من أرض الأردن بالشام (راجع «معجم البلدان» لياقوت و «معجم ما
استعجم» للبكري). و خدارية: شديدة الظلمة.
[4] يريد
أكابد فيها نفس عزيز عليّ أبوه أقرب الناس إليّ. و ورد هذا الشطر في الديوان:
أبوه لنفسي
مات عني نيامها
[5] كذا في ح
و «الديوان». و في سائر الأصول: «بي لتسقاه هامها» و هو تحريف.