responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 8  صفحة : 263

/ قال عبد الملك أو الوليد ابنه لجرير: من أشعر الناس؟ قال فقال: ابن العشرين [1]. قال: فما رأيك في ابنيّ [2] أبي سلمى؟ قال: كان شعرهما نيّرا يا أمير المؤمنين. قال: فما تقول في امرئ القيس؟ قال: اتّخذ الخبيث الشعر نعلين، و أقسم باللّه لو أدركته لرفعت ذلاذله [3]. قال: فما تقول في ذي الرّمّة؟ قال: قدر من ظريف الشعر و غريبه و حسنه [على‌] [4] ما لم يقدر عليه أحد. قال: فما تقول في الأخطل؟ قال: ما أخرج لسان ابن النّصرانية ما في صدره من الشعر حتى مات. قال: فما تقول في الفرزدق؟ قال: في يده و اللّه يا أمير المؤمنين نبعة من الشعر قد قبض عليها. قال: فما أراك أبقيت لنفسك شيئا! قال: بلى و اللّه يا أمير المؤمنين! إنّي لمدينة الشعر التي منها يخرج و إليها يعود، نسبت فأطربت، و هجوت فأرديت، و مدحت فسنّيت [5]، و أرملت فأغزرت، و رجزت [6] فأبحرت؛ فأنا قلت ضروب الشعر كلّها، و كلّ واحد منهم قال نوعا منها. قال: صدقت.

طلبت جاريه له أن يبيعها فعيره الفرزدق ذلك‌

: أخبرني حبيب بن نصر المهلّبيّ قال حدّثنا عبد اللّه بن أبي سعد قال حدّثنا عليّ بن الصبّاح عن ابن الكلبيّ قال:

كانت لجرير أمة و كان بها معجبا، فاستخفّت المطعم و الملبس و الغشيان و استقلّت ما عنده، و كانت قبله عند قوم يقال لهم بنو زيد، أهل خصب و نعمة، فسامته أن يبيعها و ألحّت في ذلك؛ فقال فيها:

/

تكلّفني معيشة آل زيد

و من لي بالمرفّق و الصّناب [7]

تقول أ لا تضمّ كضمّ زيد

و ما ضمّي و ليس معي شبابي‌

فقال الفرزدق يعيّر ذلك [8]:

فإن تفقرك علجة آل زيد

و يعجزك المرقّق و الصّناب [9]

/ فقدما كان عيش أبيك مرّا

يعيش بما تعيش به الكلاب [10]


[1] يعني به طرفة بن العبد بن سفيان بن سعد بن مالك أحد شعراء المعلقات، قتل و هو ابن عشرين سنة فيقال له ابن العشرين: قتله عمرو بن هند بيد أبي الربيع بن حوثرة عامله على البحرين. (انظر «الشعر و الشعراء» ص 91).

[2] يعني زهير بن أبي سلمى و ابنه كعب بن زهير.

[3] ذلاذل القميص: ما يلي الأرض من أسافله. و لعله يريد أنه كان يلزمه و يخدمه.

[4] الزيادة عن ح.

[5] كذا في الأصول. و سنى الشي ء: سهله و فتحه، و الأحرى بهذه الكلمة أن تكون «فأسنيت». و أسني: رفع و أعلى.

[6] كذا في أ، ء، م. و في ب، س، ح: «و زجرت» و هو تصحيف.

[7] المرقق: الأرغفة الواسعة الرقيقة. و الصناب: أدم يتخذ من الخردل و الزبيب.

[8] في الأصول: «بذلك» راجع الحاشية رقم 1 ص 50 من هذا الجزء.

[9] قد ورد هذا البيت في ح هكذا:

فإن تعدم معيشة آل زيد

و يعوزك المرقق و الصناب‌

و في «النقائض»:

«إن تفركك علجة آل زيد

و يعوزك ...

إلخ» و فركت المرأة زوجها تفركه فركا إذا أبغضته.

[10] في ب، س: «كريها لا يعيش به الكلاب».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 8  صفحة : 263
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست