responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 8  صفحة : 250

/ فقال له جرير: بلبّيك اللهم [1] لبيك. قال إسحاق: فكان أصحابنا يستحسنون هذا الجواب من جرير و يعجبون [2] منه.

هجا التيم فلم يؤثر فيهم من لؤم أصلهم‌

: أخبرني أبو خليفة عن محمد بن سلّام، و أخبرني وكيع عن محمد بن إسماعيل [عن ابن [3] سلّام‌] قال حدّثنا أبو الخطّاب عن أبيه عن حجناء بن جرير قال:

قلت لأبي: يا أبت، ما هجوت قوما قطّ إلّا أفسدتهم سوى التّيم. فقال: إنّي لم أجد حسبا أضعه، و لا بناء أهدمه.

حديثه مع ابنه عن درجات الشعراء

: قال ابن سلّام أخبرني أبو قيس [4] عن عكرمة بن جرير قال: قلت لأبي: يا أبت، من أشعر الناس؟ فقال:

الجاهلية تريد أم الإسلام؟ قلت: أخبرني عن الجاهلية. قال: شاعر الجاهلية زهير. قلت: فالإسلام؟ قال: نبعة الشعر الفرزدق. قلت: فالأخطل؟ قال: يجيد صفة الملوك و يصيب نعت الخمر. قلت: فما تركت لنفسك؟ قال:

دعني فإني نحرت [5] الشعر نحرا.

سمعه الفرزدق ينشد بائيته فتوقع فيها نصف بيت فيه هجو له فكان كما ظن‌

: أخبرني هاشم بن محمد قال حدّثني الحسن بن عليل قال حدّثني محمد بن عبد اللّه العبديّ عن عمارة بن عقيل عن جدّه قال:

وقف الفرزدق على أبي بمربد البصرة و هو ينشد قصيدته التي هجا بها الرّاعي؛ فلما بلغ إلى قوله:

فغضّ الطّرف إنك من نمير

فلا كعبا بلغت و لا كلابا

أقبل الفرزدق على روايته فقال: غضّه [6] و اللّه فلا يجيبه أبدا و لا يفلح بعدها. فلما بلغ إلى قوله:

/ بها برص بجانب إسكتيها [7] وضع الفرزدق يده على فيه و غطّى عنفقته [8]؛ فقال أبي:

كعنفقة الفرزدق حين شابا فانصرف الفرزدق و هو يقول: اللهم أخزه! و اللّه لقد علمت حين بدأ بالبيت أنه لا يقول غير هذا، و لكن طمعت ألّا


[1] في ج: «لبيك اللهم لبيك».

[2] في ج: «و يعجبون به».

[3] زيادة عن ج.

[4] كذا في ابن سلام و هو أبو قيس العنبري، قال عنه ابن سلام: و لم أر بدويا يزيد عليه. و في أكثر الأصول: «أبو الدقيش». و في ج:

«أبو الدلهمس» و كلاهما تحريف.

[5] في ب، س: «بحرت الشعر بحرا».

[6] في ب، س: «غصه» بالصاد المهملة.

[7] الإسكتان: جانبا الفرج.

[8] العنفقة: شعيرات بين الشفة السفلى و الذقن.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 8  صفحة : 250
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست