responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 8  صفحة : 232

فقال: إني أسألك عن شي‌ء تحاكمنا إليك فيه؛ فقال: و ما هو؟ عليكما لعنة اللّه. قال: فأيّ الرجلين عندك أشعر:

أ جرير أم الفرزدق؟ فقال: لعنكما اللّه و لعن جريرا و الفرزدق! أ مثلى يسأل عن هذين الكلبين! قالا: لا بدّ من حكمك. قال: فإنّي سائلكم قبل ذلك عن ثلاث. قالوا: سل. قال: ما تقولون في إمامكم إذا فجر؟ قالوا: نطيعه و إن عصى اللّه عزّ و جلّ. قال: قبحكم اللّه! فما تقولون في كتاب اللّه و أحكامه؟ قالوا: ننبذه وراء ظهورنا و نعطّل أحكامه./ قال: لعنكم اللّه إذا! فما تقولون في اليتيم؟ قالوا: نأكل ماله و ننيك أمّه. قال: أخزاكم اللّه إذا! و اللّه لقد زدتموني فيكم [1] بصيرة. ثم ذهب لينصرف؛ فقالوا له: إن الوفاء يلزمك، و قد سألتنا فأخبرناك و لم تخبرنا؛ فرجع فقال: من الذي يقول:

/

إنّا لنذعر يا قفير [2] عدوّنا

بالخيل لاحقة [3] الاباطيل قودا

و تحوط حوزتنا و تحمي سرحنا

جرد ترى لمغارها [4] أخدودا

أجرى قلائدها و قدّد لحمها

ألّا يذقن مع الشّكائم عودا

و طوى القياد مع الطّراد متونها

طيّ التّجار بحضرموت برودا

قالا: جرير، قال: فهو ذاك، فانصرفا.

حديث الأصمعيّ و غيره عنه‌

: أخبرني عمّ أبي عبد العزيز بن أحمد قال حدّثنا الرّياشيّ قال قال الأصمعيّ و ذكر جريرا فقال [5]:

كان ينهشه ثلاثة أو ربعون شاعرا فينبذهم وراء ظهره و يرمي بهم واحدا واحدا، و منهم من كان ينفحه [6] فيرمي به، و ثبت له الفرزدق و الأخطل. و قال جرير: و اللّه ما يهجوني الأخطل وحده و إنه ليهجوني معه خمسون شاعرا كلّهم عزيز [7] ليس بدون الأخطل، و ذلك أنه كان إذا أراد هجائي جمعهم على شراب، فيقول هذا بيتا و هذا بيتا، و ينتحل هو القصيدة بعد أن يتمّموها.

قال ابن سلّام: و حدّثني أبو البيداء الرّياحيّ قال قال الفرزدق: إنّي و إيّاه لنغترف من بحر واحد و تضطرب دلاؤه عند طول النهر.

/ أخبرني الحسين بن يحيى عن حمّاد عن أبيه قال حدّثني زيرك بن هبيرة المنانيّ قال:

كان جرير ميدان الشعر، من لم يجر فيه لم يرو شيئا، و كان من هاجى جريرا فغلبه جرير أرجح عندهم ممّن هاجى شاعرا آخر غير جرير فغلب.


[1] لعل الصواب: «... بكم بصيرة».

[2] كذا في «ديوانه» المخطوط بقلم المرحوم الأستاذ الشنقيطي (المحفوظ بدار الكتب المصرية تحت رقم 1 أدب ش) و «شرح القاموس» (مادة قفر). و هي أم الفرزدق الشاعر. و في الأصول: «فقير» بتقديم الفاء على القاف، و هو تصحيف.

[3] الأياطل: جمع أيطل و هي الخاصرة. و لاحقة: ضامرة. و القود: جمع أقود و قوداء. و الأقود من الخيل: الطويل العنق العظيمة.

[4] المغار: الإغارة. و الأخدود. الشبق، يريد أثر حوافرها في الأرض.

[5] كذا في الأصول، و الكلام مستغن عنها.

[6] كذا في ح، يقال: نفحه (بالحاء المهملة) بالسيف أي ضربه به ضربة خفيفة. و في سائر الأصول: «ينفخه» بالخاء المعجمة.

[7] في ب، س: «عربيّ».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 8  صفحة : 232
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست