responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 5  صفحة : 85

خلف سعد بن أبي وقاص على الكوفة و قصته معه حين قدم عليه:

أخبرني أحمد قال حدّثني عمر بن شبّة قال حدّثني بعض أصحابنا عن ابن دأب قال:

لما ولّي عثمان رضي اللّه عنه الوليد بن عقبة الكوفة قدمها و عليها سعد بن أبي وقّاص، فأخبر بقدومه؛ فقال:

و ما صنع؟ قال: وقف في السوق فهو يحدّث الناس هناك و لسنا ننكر شيئا من شأنه؛ فلم يلبث أن جاءه نصف النهار، فاستأذن على سعد فأذن له، فسلّم عليه بالإمرة و جلس معه؛ فقال له سعد: ما أقدمك أبا وهب؟ قال:

أحببت زيارتك؛ قال: و على ذلك أ جئت بريدا؟ قال: أنا أرزن من ذلك، و لكن القوم احتاجوا إلى عملهم فسرّحوني إليه، و قد استعملني أمير المؤمنين على الكوفة؛ فمكث طويلا ثم قال: لا و اللّه ما أدري أصلحت بعدنا/ أم فسدنا بعدك! ثم قال:

خذيني فجرّيني ضباع و أبشري [1]

بلحم امرئ لم يشهد اليوم ناصره [2]

/ فقال: أما و اللّه [3] لأنا أقول للشعر و أروى له منك، و لو شئت لأجبتك، و لكنّي أدع ذلك لما [4] تعلم؛ نعم و اللّه قد أمرت بمحاسبتك و النظر في أمر عمّالك؛ ثم بعث إلى عمّاله فحبسهم و ضيّق عليهم، فكتبوا إلى سعد يستغيثون، فكلّمه فيهم؛ فقال له: أو للمعروف عندك موضع؟ قال: نعم و اللّه! فخلّي سبيلهم.

أخبرني أحمد بن عبد العزيز قال حدّثني عمر قال حدّثنا جنّاد [5] بن بشر قال: حدّثني جرير [6] عن مغيرة [7] بنحوه.

قال أبو زيد عمر بن شبّة أخبرنا أبو بكر الباهليّ قال حدّثنا هشيم عن العوّام بن حوشب:

أنه لمّا قدم على سعد قال له سعد: ما أدري أ كست بعدنا أم حمقنا بعدك؟ فقال: لا تجزعنّ أبا إسحاق، فإنما هو الملك يتغدّاه قوم و يتعشّاه آخرون؛ فقال له سعد: أراكم و اللّه ستجعلونه ملكا.

أخبرني أحمد قال حدّثني عمر قال حدّثني المدائني عن بشر بن عاصم عن الأعمش عن شقيق [8] بن سلمة قال:

قدم الوليد بن عقبة عاملا لعثمان على الكوفة و عبد اللّه بن مسعود على بيت المال، و كان سعد قد أخذ مالا، فقال الوليد لعبد اللّه: خذه بالمال، فكلّمه عبد اللّه بمحضر من الوليد في ذلك؛ فقال سعد: آتى أمير المؤمنين، فإن أخذني به/ أدّيته. فغمز الوليد عبد اللّه، و نظر إليهما سعد فنهض و قال: فعلتماها! و دعا اللّه أن يغري بينهما و أدّى المال.


[1] في س: «و إنما».

[2] في ب، س: «ناشره».

[3] في ط، ء: «أم».

[4] كذا في س: و في سائر الأصول: «لما لا تعلم».

[5] في ح: «حيان».

[6] هو جرير بن عبد الحميد بن قرط الضبي كما في «تهذيب التهذيب».

[7] هو المغيرة بن مقسم الضبي كما في «تهذيب التهذيب».

[8] كذا في ح، م. و هو شقيق بن سلمة أبو وائل الأسدي الراوي و هو الذي يروى عنه الأعمش. و في سائر الأصول: «سفيان» و هو تحريف. (راجع «تهذيب التهذيب»، و «الاستيعاب» في اسم شقيق).

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 5  صفحة : 85
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست