فقال له: هذا كلام مكافئ ليس بعاشق، القرشيان أقنع و أصدق منك: ابن
أبي ربيعة حيث يقول:
ليت حظّي كلحظة العين منها
و كثير منها القليل المهنّا
و قوله أيضا:
فعدي نائلا و إن لم تنيلي
إنه يقنع المحبّ الرجاء
/ و ابن قيس الرقيّات حيث يقول:
رقيّ بعيشكم لا تهجرينا
و منّينا المنى ثم امطلينا
عدينا في غد ما شئت إنّا
نحبّ و إن مطلت الواعدينا
فإمّا تنجزي عدتي و إمّا
نعيش بما نؤمّل منك حينا
قال: فذكرت ذلك
لأبي السائب المخزوميّ و معه ابن المولى، فقال: صدق ابن أبي عتيق وفّقه اللّه، أ
لا قال المديون كثيّر كما قال هذا حيث يقول:
و أبكي فلا ليلى بكت من صبابة
لباك و لا ليلى لذي الودّ تبذل
و اخنع بالعتبى إذا كنت مذنبا
و إن أذنبت كنت الذي أتنصّل
صادف رقية
بنت عبد الواحد في الطواف فشبب بها:
أخبرني الحرميّ
قال حدّثنا الزّبير قال سمعت عبيدة بن أشعب بن جبير قال حدّثني أبي قال حدّثني فند
مولى عائشة بنت سعد بن أبي وقّاص قال:
حجّت رقيّة بنت
عبد الواحد بن أبي سعد العامريّة، فكنت آتيها و أحدّثها فتستظرف [1] حديثي و تضحك منّي؛
فطافت ليلة/ بالبيت ثم أهوت لتستلم الركن الأسود و قبّلته، و قد طفت مع عبيد اللّه
بن قيس الرقيّات، فصادف فراغنا فراغها و لم أشعر بها، فأهوى ابن قيس يستلم الركن
الأسود و يقبّله، فصادفها قد سبقت إليه، فنفحته [2] بردنها فارتدع؛ و قال لي: من
هذه؟ فقلت: أو لا تعرفها! هذه رقيّة بنت عبد الواحد بن أبي سعد؛ فعند ذلك قال:
من عذيري ممن يضن بمبذو
ل لغيري عليّ عند الطّواف
/ يريد أنها تقبّل الحجر الأسود و تضنّ عنه
بقبلتها. و قال في ذلك:
حدّثوني هل على رجل
عاشق في قبلة حرج
و فيه غناء
ينسب بعد هذا الخبر. قال: و لما نفحته بردنها فاحت منه رائحة المسك حتى عجب من في
المسجد، و كأنما فتحت بين أهل المسجد لطيمة [3] عطّار، فسبّح من حول البيت. قال: و
قال فند: فقلت بعد انصرافها لابن قيس: هل وجدت رائحة ردنها لشيء طيبا؟ فعند ذلك
قال أبياته التي يقول فيها: