أخبرني إسماعيل
بن يونس الشّيعيّ قال حدّثنا عمر بن شبّة عن إسحاق قال:
زوّج ابن سريج
لما حضرته الوفاة الهذليّ الأكبر بابنته، فأخذ عنها أكثر غناء أبيها، و ادّعاه
فغلب عليه. قال:
و ولدت منه
ابنا؛ فلما أيفع جاز يوما بأشعب و هو جالس في فتية من قريش، فوثب فحمله على كتفه و
جعل يرقّصه و يقول: هذا ابن دفّتي المصحف و هذا ابن مزامير داود؛ فقيل له: ويلك!
ما تقول/ و من هذا الصبيّ؟ فقال: أ و ما تعرفونه! هذا ابن الهذليّ من ابنة ابن
سريج، ولد على عود، و استهلّ بغناء، و حنّك [1] بملوى [2]، و قطعت سرّته بوتر [3]،
و ختن بمضراب.
إسحاق
الموصلي و حديثه عن مطرف أخذه من إبراهيم بن المهدي:
و ذكر يحيى بن
عليّ بن يحيى عن أبيه عن عبد اللّه بن عيسى الماهانيّ قال:
دخلت يوما على
إسحاق بن إبراهيم الموصليّ في حاجة، فرأيت عليه مطرف خزّ أسود ما رأيت قطّ أحسن
منه؛ فتحدّثنا إلى أن أخذنا في أمر المطرف، فقال: لقد كان لكم أيّام حسنة و دولة
عجيبة؛ فكيف ترى هذا؟ فقلت له: ما رأيت مثله؛ فقال: إنّ قيمته مائة ألف درهم، و له
حديث عجيب؛ فقلت: ما أقوّمه إلا بنحو مائة دينار؛ فقال إسحاق: شربنا يوما من
الأيام فبتّ و أنا مثخن [4]، فانتبهت لرسول محمد الأمين، فدخل عليّ فقال: يقول لك
أمير المؤمنين: عجّل؛ و كان بخيلا على الطعام، فكنت آكل قبل أن أذهب إليه؛ فقمت
فتسوّكت و أصلحت شأني، و أعجلني الرسول عن الغداء فقمت معه فدخلت عليه، و إبراهيم
بن المهديّ قاعد عن يمينه و عليه هذا المطرف و جبّة خزّ دكناء [5]؛ فقال لي محمد:
يا إسحاق، أ تغدّيت؟ قلت: نعم يا سيّدي؛ قال: إنك لنهم، أ هذا وقت غداء! فقلت:
أصبحت يا أمير المؤمنين و بي خمار فكان ذلك مما حداني على الأكل؛ فقال لهم: كم
شربنا؟ فقالوا: ثلاثة أرطال، فقال: اسقوه إياها؛ فقلت: إن رأيت أن تفرّق عليّ!؛
فقال: يسقى رطلين و رطلا؛ فدفع إليّ رطلان فجعلت أشربهما/ و أنا أتوهم أن نفسي
تسيل معهما، ثم دفع إليّ رطل آخر فشربته، فكأنّ شيئا انجلى عني؛ فقال غنّني:
كليب لعمري كان أكثر ناصرا
فغنّيته، فقال:
أحسنت و طرب؛ ثم قام فدخل- و كان كثيرا [ما] يدخل إلى النساء و يدعنا- فقمت في إثر