/- الشعر لابن أذينة. و الغناء لابن سريج ثقيل
أوّل بالسبابة في مجرى البنصر، عن إسحاق. و فيه لإسحاق هزج خفيف مطلق في مجرى
البنصر، عن إسحاق أيضا. و فيه للأبجر ثقيل أوّل، و لإبراهيم الموصليّ رمل، جميع
ذلك عن الهشاميّ-.
قال فغنّاه
إيّاه في الثّقيل، ثم غنّاه هزجا؛ فقال له الفتح؛ لمن الثقيل؟ فقال: لابن سريج،
قال: فلمن الهزج؟ قال: لهذا الهزبر [1] (يعني إسحاق)؛ فقال له الفتح: ويلك يا
إسحاق! أ تعارض ثقيل ابن سريج بهزجك؟! قال: فقبض إسحاق على لحيته ثم قال: على ذلك
فو اللّه ما فاتني إلّا بتحريكه الذّقن.
أخطأ المعتصم
في شعر لأبي خراش فصوّبه له:
أخبرني الحسن
قال حدّثني يزيد بن محمد قال حدّثني إسحاق قال:
دخلت يوما على
المعتصم و عنده إسحاق بن إبراهيم بن مصعب، و استدناني فدنوت منه، و استدناني
فتوقّفت خوفا من أن أكون موازيا في المجلس لإسحاق بن إبراهيم؛ ففطن المعتصم فقال:
إنّ إسحاق لكريم، و إنك لم تستنزل ما عند الكريم بمثل إكرامه. ثم تحدّثنا و أفضت
بنا المذاكرة إلى قول أبي خراش الهذليّ:
/ و الرواية «قد بزّ عن ماجد محض»؛ فغلطت [4] و
أسأت الأدب، فقلت: يا أمير المؤمنين، هذه رواية الكتّاب و ما أخذ عن المعلّم؛ و
الصحيح «بزّ عن ماجد محض»؛ فقال لي: نعم صدقت، و غمزني بعينه، يحذّرني من إسحاق؛ و
فطنت لغلطي فأمسكت، و علمت أنه قد أشفق عليّ من بادرة تبدر من إسحاق؛ لأنه كان لا
يحتمل مثل هذا في الخلفاء من أحد حتى يعظم عقوبته و يطيل حبسه، كائنا من كان؛
فنبّهني- رحمه اللّه- على ذلك حتى أمسكت و تنبّهت.
غنى المأمون
ثلاثين صوتا من أهزاج القدماء:
أخبرنا يحيى بن
عليّ بن يحيى قال قال عبيد اللّه بن معاوية قال عمرو بن بانة:
كنّا عند
المأمون، فقال: ما أقلّ الهزج في الغناء القديم!؛ و قال إسحاق: ما أكثره! ثم غنّاه
نحو ثلاثين صوتا
[1]
في أ، ح، م: «الهربذ» (انظر الحاشية رقم 1 ص 400 من هذا الجزء).
[2] هذان
البيتان من قصيدة لأبي خراش الهذليّ يرثي بها أخاه عروة بن مرة و يذكر نجاة خراش
ابنه. و كان من أمرهما أن خرجا مغيرين فأسرا فقتل عروة، و قيض لخراش من ألقى عليه
رداءه و هيأ له أسباب الهرب. و القصيدة مذكورة في أوّل باب المراثي من «ديوان
الحماسة» لأبي تمام و «الأغاني» (ج 21 ص 63 طبع أوروبا) و «أمالي القالي» (ج 1 ص
271 طبع دار الكتب المصرية). و في «شرح التبريزي لديوان الحماسة و «الأغاني» بيان
مستفيض لقصة عروة و خراش فراجعهما.