أعجب به إعجابا شديدا؛ فوجّه بالشعر إلى إسحاق الموصليّ و أمره أن
يغنّي فيه؛ فصنع [1] فيه لحنه الثقيل الأوّل، و هو من أحسن صنعة إسحاق؛ فلمّا سمعه
الواثق عجب منه و صغر لحنه في عينه، و قال: ما كان أغنانا أن نأمر إسحاق بالصنعة
في هذا الشعر، لأنه قد أفسد علينا لحننا. قال عليّ بن يحيى قال إسحاق: ما كان يحضر
مجلس الواثق أعلم منه بهذا الشأن.
نسبة هذين
الصوتين
صوت
أيا منشر الموتى أقدني من التي
بها نهلت نفسي سقاما و علّت
لقد بخلت حتى لو أنّي سألتها
قذى العين من سافي التراب لضنّت
/ الشعر لأعرابيّ، و الغناء للواثق ثاني ثقيل
في مجرى البنصر. و فيه لمخارق رمل، و لعريب رمل. و من الناس من ينسب هذا الشعر إلى
كثيّر، و هو خطأ من قائله.
أنشدني هذه
الأبيات عمّي قال: أنشدني هارون بن عليّ بن يحيى، و أنشدنيها عليّ بن هارون عن
أبيه عن جدّه عن إسحاق أنه أنشده لأعرابيّ فقال:
[2] كذا في ح
و فيما سيأتي (ج 8 ص 166 طبع بولاق). و في سائر الأصول هنا: «فهاجني». و قد وردت
ثلاثة أبيات من هذه الأبيات في «أمالي القالي» (ج 1 ص 131 طبع دار الكتب المصرية)
مع اختلاف في بعض الكلمات.
[3] كذا فيما
سيأتي. و في الأصول هنا: «سكنت» بالنون.