لا يزال الملك فيكم مدى الدّه
ر مقيما ما أقام ثبير [1]
و أبو إسحاق خير إمام
ما له في العالمين نظير
ما له فيما يريش و يبري
غير توفيق الإله وزير
واضح الغرّة للخير فيه
حين يبدو شاهد و بشير
زانه هدي تقى و جلال
و عفاف و وقار و خير
لو تباري جوده الريح يوما
نزعت و هي طليح [2] حسير
شعره في المعتصم يوم مقدمه من غزاة:
قال: فأمر لي بجائزة فضّلني بها على الجماعة. ثم دخلت إليه يوم مقدمه من غزاته، فأنشدته قولي فيه:
صوت
لأسماء رسم عفا باللّوى
أقام رهينا لطول البلى
تعاوره الدهر في صرفه
بكرّ الجديدين حتى عفا
إذ [3] البين لم تخش روعاته
و لم يصرف الحيّ صرف الرّدى
/ و إذ ميعة [4] اللهو تجري بنا
و حبل الوصال متين القوى
فذلك دهر مضى فابكه
و من ضاق ذرعا بأمر بكى
و هل يشفينّك من غلّة
بكاؤك في إثر ما قد مضى
إلى ابن الرشيد إمام الهدى
بعثنا المطيّ تجوب الفلا
/ إلى ملك حلّ من هاشم
ذؤابة مجد منيف الذّرى
إذا قيل أيّ فتى هاشم
و سيّدها كان ذاك الفتى
به نعش اللّه آمالنا
كما نعش الأرض صوب الحيا
إذا ما نوى فعل أكرومة
تجاوز من جوده ما نوى
كساه الإله رداء الجمال
و نور الجلال و هدى التقى
قال: فأمر [5] لي بجائزة، و قال: لست أحسب هذا لك إلا بعد أن تقرن صناعتك فيه بالأخرى (يعني أن أغنّي فيه و في:
«هزئت أسماء منى»
)؛ فصنعت في:
هزئت أسماء منى .....
[2] طليح: تعب هزيل. و حسير: كليل معي.
[3] في الأصول: «إذا».
[4] ميعة اللهو و الشباب و النهار و السكر و كل شيء: أوله و أصله.
[5] كذا في ح. و في سائر الأصول: «قال فأمر له»، و هو تحريف.