responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 5  صفحة : 170

و قد كنت أبكي من فراقك ليلة

فكيف و قد صار الفراق إلى الحشر

أخبرني أحمد بن محمد بن إسماعيل [بن إبراهيم‌] [1] الموصليّ الملقب بوسواسة [2] قال: أنشدني حمّاد لأبيه إسحاق يرثي أباه إبراهيم الموصليّ:

سلام على القبر الذي لا يجيبنا

و نحن نحيّي تربه و نخاطبه‌

ستبكيه أشراف الملوك إذا رأوا

محلّ التصابي قد خلا منه جانبه‌

و يبكيه أهل الظّرف طرّا كما بكى‌

عليه أمير المؤمنين و حاجبه‌

و لمّا بدا لي اليأس منه و أنزفت [3]

عيون بواكيه و ملّت نوادبه‌

و صار شفاء النفس [4] من بعض ما بها

إفاضة دمع تستهلّ سواكبه‌

جعلت على عينيّ للصبح عبرة

و للّيل أخرى ما بدت لي كواكبه‌

قال: و أنشدني أيضا حمّاد لأبيه يرثي أباه:

عليك سلام اللّه من قبر فاجع‌

و جادك من نوء السّماكين وابل [5]

/ هل أنت محيّي القبر أم أنت سائل‌

و كيف تحيّا تربة و جنادل‌

أظلّ كأني لم تصبني مصيبة

و في الصّدر من وجد عليك بلابل‌

و هوّن عندي فقده أنّ شخصه‌

على كل حال بين عينيّ ماثل‌

أخبرنا يحيى بن عليّ قال حدّثني أبو أيوب المدينيّ قال أنشدني إبراهيم بن عليّ بن هشام لرجل يرثي إبراهيم الموصليّ:

/

أصبح اللهو تحت عفر التراب‌

ثاويا في محلّة الأحباب‌

إذ ثوى الموصليّ فانقرض اللّه

و بخير الإخوان و الأصحاب‌

بكت المسمعات حزنا عليه‌

و بكاه الهوى و صفو الشراب‌

و بكت آلة المجالس حتى‌

رحم العود دمعة المضراب [6]

ذكره ابنه إسحاق عند الرشيد و بكى فلاطفه و وصله:

أخبرني محمد بن مزيد قال حدّثنا حمّاد عن أبيه قال:


[1] زيادة عن ط، ء.

[2] في الأصول: «وسواسة» و لقب تتعدّى بالباء.

[3] أنزفت العين: فنى ماؤها، و يقال أنزف الرجل البئر إذا استخرج ماءها كله، فهو لازم متعد.

[4] كذا في ط، ء. و في باقي الأصول: «شفاء الناس».

[5] وردت هذه الأبيات في ط، ء بزيادة هاء للوصل على رويها و ورد فيها الشطر الأخير من البيت الثاني هكذا: «و كيف يحيا تربه و جنادله».

[6] في ط، ء: «دمعة المحراب». و من معاني المحراب صدر البيت و أكرم موضع فيه.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 5  صفحة : 170
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست